أثار مقطع من قصة «بنوّة» للقاص عبدالجليل الحافظ، استياء النساء الحاضرات في الأمسية القصصية التي نظمها «المقهى الثقافي» في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء مساء الإثنين الماضي، وأدارها القاص طاهر الزارعي، ما دفعهن للانسحاب بسبب ما اعتبروه تحقيراً للمرأة وكرامتها، إذ جاء في المقطع: «النساء بلا شرف أو كرامة، إن ابتعدت عنهن عين الرقيب ويد الحسيب». ونفى الحافظ أن يكون فيما قاله أية إساءة للمرأة، مدافعاً عن أنه «لا ينبغي أن يتم اجتزاء مقطع من القصة، ثم الحكم عليها خارج سياقها، ناهيك أن القاص لا يعبّر دائماً عن رأيه في القصة، بقدر ما يعكس وجهة نظر الشخصية لا أكثر». وقرأ الحافظ إضافة إلى «بنوّة»، قصة «قرية الذئاب» و«دقة زار». وكانت نصوصه ذات طابع أسطوري مستوحى من التراث العربي. وشارك في الأمسية أيضاً الزميل عبدالله الدحيلان والقاص عبدالله النصر. وقرأ الدحيلان ثلاثة نصوص هي «الأوْبة» و«أنا الملك» و«مدينة الألعاب»، والأخيرة أهداها إلى نزار قباني. وحظيت مشاركة الدحيلان بإعجاب الحضور، والتي تعتبر أمسيته القصصية الأولى. ووصف الدكتور بسيم عبدالعظيم قصصه بأنها ذات طابع حداثي، وتحتاج إلى مزيد من القراءة والتأمّل. وردّ الدحيلان على تساؤل أحد الحضور حول أن قصصه لا تتلائم مع البيئة المحلية، فقال: «إن الأصل في كل النصوص أنها قابلة للقراءة في كل مكان وزمان، من دون قولبة قاتلة للنص، ناهيك أن كل قصة لها أصل يحمل رمزاً قابلاً للإسقاط والفهم في نواحٍ كثيرة، لذلك لا ينبغي أن نقرأ النصوص قراءة سطحية». كما أشار الدحيلان في معرض حديثه «أن الثورات العربية تستلزم مواكبة طبيعية لها، إذ لا يمكننا الانفكاك عن واقعنا، وعليه أقدم لكم من وحي ميدان التحرير وكل الثورات». أما عبدالله النصر فحاول محاكاة التراث الشعبي وإبرازه عبر نصوصه، لذلك كان الحوار في نصوصه باللغة العامية المحكية، إذ شارك ب«قاع النسيان» و«أسطورة أم» و«أنف العمدة». ورفض النصر أن يفصح عن ملامح روايته المقبلة التي وصفها بأنها مفاجأة. وفي ختام الأمسية قدّم المشرف على المقهى التشكيلي صالح الحربي دروعاً تذكارية للمشاركين.