بدأت كفة النساء ترجح بشكل ملاحظ في مجال عملهن كمندوبات مقارنة بالرجال، فكثيراً ما نجد أصابع الخيار تقع عليهن من مختلف الشركات، في حين تتجاهل الرجال كمندوبين ومسوقين لأسباب مختلفة.وعلى رغم أن عمل مندوبة المبيعات عادة لا يحتاج إلى عدد ساعات دوام فعلي، أو الالتحاق بمركز العمل ذاته، بل بناء على كمية المنتجات التي تجتهد المندوبة في بيعها وترويجها بصفة دورية، إلا أن طموح «سهى» ورغبتها في نيل رضا شركة التجميل التي تعمل بها، ومحاولة الحصول على نسبة كبيرة من الأرباح؛ دفعها إلى مضاعفة جهودها، وزيادة ساعات عملها، وعرض منتجاتها في مختلف المجمعات التجارية، والمشاغل النسائية، والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى التسويق عبر الشبكة العنكبوتية. أكدت سهى ل «الحياة» أن الحد الأدنى الذي تفرضه الشركة على المندوبة خلال العام الواحد لا يقل عن عشرة آلاف ريال، إلا أنها بذلت قصارى جهدها لتسويق المنتجات حتى تتمكن من الحصول على نسبة ربح تفوق 20 في المئة التي حددتها لها الشركة سلفاً. وتضيف أنها نجحت في تسويق منتجات بقيمة 100 ألف ريال خلال سنة واحدة، ما جعل الشركة تكافئها بإهدائها سيارة تكفيها عناء المشاوير. وعن طبيعة الصفات التي يجب أن تتميز بها المندوبة، أكدت سهى أن القدرة على الإقناع، والجرأة، واللباقة في الحديث، والشخصية الاجتماعية، وامتلاك علاقات كثيرة، إضافة إلى النشاط والاجتهاد، أهم ما يجب أن تتصف به المندوبة. مندوبة أخرى لشركة ملابس لانجري والألعاب الزوجية (فضلت عدم ذكر اسمها) ذكرت أن وفاة زوجها، وكثرة متطلبات ومستلزمات طفليها، اضطرها للعمل في هذا المجال بشكل محدود، وذكرت أنها تقوم بعرض منتجات الشركة عن طريق الكتالوجات، والإعلانات في المواقع الإلكترونية، وعن طبيعة تعاملها مع الشركة قالت إن الشركة تبيع بعضاً من منتجاتها عليها برأس المال، ثم تقوم ببيعها على الزبونة بسعر أغلى ب «20» ريالاً تقريباً، وبذلك تكون نسبة ربحها 20 في المئة في المنتج الواحد «في حين تعمد الشركة إلى مكافأتي عن طريق تقديم خصومات خاصة لي، وإهدائي شيئاً من منتجاتها». وعن المواقف الصعبة التي تواجهها مع الزبونات، ذكرت أن «تردد البعض منهن وتراجعهن عن شراء المنتج بعد اختيارهن له وطلبي من الشركة جلبه ودفع قيمته من عندي يتسبب في خسارتي». في حين أوضحت مندوبة الأثاث «أم خالد» أنها تعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات في قطع الأثاث، وفي مقابل ذلك تحصل على نسبة من الربح تبعاً لعدد العقود التي تبرمها مع الزبونات. وفي الناحية الأخرى نجد «لمياء»، التي تعتمد على التبضع عبر المندوبات، وتشير إلى أن تميز المنتجات التي يبعنها وترويجهن لها قبل نزولها في الأسواق، إضافة إلى عدم قدرتها على الذهاب إلى السوق بشكل مستمر، جعلها لا تتردد في الشراء منهن. أما «مشاعل» فقد قطعت على نفسها عهداً بأن تمتنع عن الشراء من مندوبات يبعن منتجات مجهولة المصدر، وذكرت أنها عمدت إلى شراء عدد من المستحضرات التجميلية بما لا يقل عن 500 ريال، لتكتشف لاحقاً أنها مستحضرات مقلدة لماركة معروفة، ما تسبب في إصابتها بالحساسية والالتهاب الجلدي والذهاب إلى المستشفى. ويشير مدير أحد محال بيع الأثاث إلى الأسباب التي تدفع مختلف الشركات للاعتماد على المرأة في ترويج بضائعها، إلى أن طبيعة السلع المطروحة للبيع تكون موجهة للمرأة، سواء كانت مستحضرات تجميل، أو ملابس نسائية، أو قطع أثاث وكماليات المنزل، إضافة إلى قدرة المرأة على الإقناع والتأثير على نظيرتها المرأة، وتفوقها في شرح آلية استخدام المنتج، وإعطاء نبذة كافية عن مميزاته، ورحابة صدرها في تقبل استفسارات الزبونة، وتمكنها من الالتقاء بها في أي مكان عام، أو مؤسسة، أو حتى ذهابها إلى المنزل لعرض المنتج؛ كلها تعد عوامل رئيسة للاستناد على المرأة.