تزايدت الشكاوى من مستحضرات تجميل للعناية في البشرة، تروجها شركات عبر مندوبات توزيع يطفن على المنازل، لتسويقها. وشهد شهر رمضان المبارك نشاطاً ملحوظاً لتسويق هذه المنتجات، التي يرجح ان تكون لها أضرار جانبية. فيما حذرت هيئة الغذاء والدواء، أخيراً، من عدد من منتجات التجميل. وطالبت المستهلكين ب«توخي الحيطة والحذر، عند شراء المنتجات التجميلية، لما ثبت من سموم في عدد منها». وأشارت سيدات إلى أضرار لحقت بهن بعد استعمالهن لتلك المنتجات من مستحضرات التجميل، ذات الكلفة العالية. وطالب بعضهن بضرورة «تكثيف الرقابة على المنتجات، وعلى تراخيص تلك الشركات التي تسوق منتجاتها في منازل يتم استئجارها». وتروي سهام، ل«الحياة»، ما تعرضت له بعد استخدامها مستحضر تجميلي لعلاج البشرة، إذ أصيبت بمرض جلدي يسمى «النخالة الوردية»، بعد شرائها المستحضر من إحدى شركات التجميل التي تجوب مسوقاتها المنازل، مدعيات أن المستحضر «عشبي، ولا يحوي مواد كيماوية». فيما شخص طبيب الجلدية الذي زارت عيادته، بعد أن لاحظت أعراضاً «غريبة» على رقبتها وأجزاء من وجهها، إصابتها ب «النخالة الوردية». وتذكر سهام، أنها شعرت في بداية الأمر ب«تغيير في لون البشرة، وبدأت تميل إلى الاحمرار، الذي انتقل لاحقاً إلى رقبتي»، مضيفة «أصبت بحال نفسية مزرية، فبقيت أتابع العلاج مع طبيب الجلدية، مدة من الزمن، لأن العلاج يتطلب مراحل متتالية يجب الخضوع لها من دون توقف، وإلا يتحول المرض إلى صدفية، أو بهاق بحسب كلام الطبيب». وتشير إلى كيفية حصولها على المنتج، قائلة: «هذه إحدى الوسائل الاقتحامية التي تتبعها بعض شركات التجميل، لأخذ مواعيد وإقناع الزبائن بالشراء، وهو ما حصل عبر مكالمة هاتفية، فهمت من خلالها أنني حصلت على هدية، وهي جلسة علاجية لمستحضرات تجميل عشبية. ووافقت، وبعدها قمت بشراء منتجين للبشرة، وحدث التضرر من أحدهما، فيما لم أحصل على أية نتيجة ايجابية». وحينما قررت مواجهة الشركة، لم تجد تجاوباً من جانبها. وتقول: «حاولوا إقناعي بشراء منتجات أخرى للعلاج»، مطالبة الجهات المعنية ب«تحليل المستحضرات في مختبراتها، للتأكد من عدم وجود مواد غير صالحة للبشرة، وتنجم عنها أضرار قد تتحول لأمراض جلدية خطرة، وربما يستفحل الأمر ويصل إلى تشوه في البشرة». بدورها، توضح طبيبة الأمراض الجلدية الدكتورة سارة العبد القادر، ل«الحياة»، ان «استخدام مستحضر من دون استشارة طبية يؤدي إلى مشكلات عدة، خصوصاً إذا كان نوع البشرة حساساً»، مبينة أنه يراجع عيادتها تسع حالات، قمن باستخدام مستحضرات تجميلية منوعة، أدت إلى حدوث مشكلات في الجلد، ومن بينهن واحدة قامت بشراء المستحضر ب1500 ريال على أنه علاج لتجاعيد البشرة، إذ لاحظت أن بقعاً سوداء تظهر على بشرتها ورقبتها، وتخضع حالياً لعلاج طبي، للتخفيف من الآثار التي نجمت عن الاستخدام دون استشارة طبية لهذه المستحضرات». وذكرت ان هذه مشكلة «تقع فيها أعداد كبيرة من السيدات، تحت وهم أن هذه المنتجات من المواد الطبيعية ومستخلصات الفاكهة والأعشاب، من دون إضافة مواد كيماوية، والحقيقة قد تكون بخلاف ذلك».