تعهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس (الاربعاء)، إزاء شهادات مؤثرة لناجين من اطلاق نار اوقع 17 قتيلاً في فلوريدا الاسبوع الماضي، اتخاذ اجراءات «قوية» من اجل التحقق من السوابق الاجرامية والوضع العقلي للراغبين في شراء أسلحة، مشيرا حتى الى امكان تسليح بعض المدرسين، وهو مسألة تثير جدلا كبيرا. وبعد اسبوع على المجزرة في ثانوية باركلاند، استقبل ترامب ناجين في البيت الابيض وابدى انفتاحاً على كل الاحتمالات، لكنه في موقع دقيق فقد تعهد خلال حملته الانتخابية ل «الجمعية الوطنية للبنادق»، بانّ لها «صديقا فعليا في البيت الابيض». وروى اهال وطلاب من مدارس عدة شهدت اطلاق نار بالتوالي شهاداتهم، حيث جلسوا في شكل دائرة حول ترامب في احدى قاعات البيت الابيض. واقترح ترامب تسليح قسم من الاساتذة بشكل خفي على ان يُجروا تدريبا خاصا مسبقا، لكن من دون أن يعلن قرارا حاسما حول هذه المسألة المثيرة للجدل، مضيفا ان «الامر ينطبق بالطبع على الاساتذة الذين يعرفون التعامل مع الاسلحة». وأقر ترامب بأنّ «الاجراء لن يروق لكثيرين»، بعد تصويت برفع الايدي بين الحاضرين ايده نصفهم وعارضه النصف الاخر. وصرح ترامب «سنمضي بقوة من اجل التحقق من السوابق». و طلبت منه تلميذة من ثانوية باركلاند (فلوريدا) تدعى جوليا كوردوفر، ب «اتخاذ القرارات الجيدة» لمنع تكرر مثل هذه المأساة. وانتقد ترامب مبدأ المدارس التي تحظر اي سلاح ناري، اذ اعتبر انها تجتذب «المهووسين»، الذين نعتهم ب «الجبناء»، وقال انهم «يبحثون عن اهداف لا يواجهون فيها خطر ان يتعرضوا لاطلاق نار دفاعا عن النفس». وطلب ترامب من ادارته الثلثاء الماضي اتخاذ اجراءات لمنع بيع جهاز فتاك يحول بندقية الى سلاح شبه أوتوماتيكي. والجهاز هو عقب بندقية يمكن تثبيته وتفكيكه، يستخدم طاقة الدفع العكسي عند إطلاق النار لإحداث حركة ذهاب وإياب فائقة السرعة للبندقية بالتوازي مع تلقيمها بالوتيرة ذاتها. ويعتزم الطلاب الثانويون تنظيم تجمع ضخم في 24 اذار (مارس) المقبل في واشنطن العاصمة الفيدرالية. وكان طلاب باركلاند التقوا على مدى ساعات نوابا محليين من فلوريدا، التي تعتبر بين أكثر الولايات الاميركية تساهلا في شأن الاسلحة النارية. وكان مجلس نواب فلوريدا رفض الثلثاء الماضي امكان حظر الاسلحة الهجومية والملقمات ذات السعة الكبيرة، إلا أن استطلاعا للرأي كشف ان ثلثي الاميركيين يؤيدون تشديد المراقبة على بيع الاسلحة النارية.