أعلنت وزارة الزراعة رسمياً أمس وقف استيراد الخضار من دول الاتحاد الأوروبي موقتاً، فيما أكد وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية المهندس جابر الشهري، أن إيقاف الاستيراد لن يؤثر على السوق المحليّة، مرجعاً ذلك إلى كون نسبة استيراد المملكة من أوروبا على مستوى الخضار لا تتجاوز 1 في المئة، مبيّناً أن السوق تعتمد على المنتجات المحليّة بمعدل يزيد عن 80 في المئة، والبقية من بعض الدول القريبة والمجاورة، «لذا لسنا بحاجة إلى الاستيراد من هناك حالياً». وقال الشهري ل«الحياة»: «صدر توجيه وزير الزراعة بإيقاف استيراد الخضار وبشكل موقت من دول الاتحاد الأوربي ابتداءً من اليوم (الثلثاء)، وذلك لاحتمالية أن تكون بعض الأنواع ملوّثة ببكتيريا (آي كولاي) التي تسبّبت في عدد من الإصابات والوفيات، ويعتبر هذا الإجراء احترازياً، نظراً لكون الأمور المتعلّقة بهذه البكتيريا غير واضحة حتى الآن، فهناك غموض في التقارير الواردة من الاتحاد الأوروبي بشأنها، إذ لا يزال هناك شك في أن بعض الخضار الطازجة سبب نقلها، لكن ليس هناك براهين واضحة على ذلك، بل إن مصدرها يعتبر غير معروف، هل هو من الخضار أم من ناقل آخر، فكل ما هناك مجرد اشتباه لدى المختبرات الأوروبية يفيد بأن الخضار الطازجة هي السبب». وأضاف: «بما أن هناك خطورة حتى وإن كانت محدودة، فلسنا بحاجة إلى الاستيراد من أوروبا حالياً، طالما أن لدينا بدائل، فمعدّل الاستيراد المعتاد من أوروبا يتراوح ما بين 300 إلى 400 ألف طن فقط في كل عام، ويقتصر الاستيراد على هولندا وفرنسا، وأكثر من 80 في المئة من السوق المحليّة تعتمد على المنتج المحلي، فالمملكة تنتج منتجات كبيرة من الخضار، والبقية من دول قريبة ومجاورة مثل دول الشام ومصر والهند، خصوصاً أن الخضار لا تتحمل النقل من مسافات بعيدة، لذا فهناك مصادر عدة لدينا، وبالتالي اتّخذنا إجراءً نحمي فيه المواطن من أي تهديد صحي، وسيستمر هذا الإيقاف إلى أن تتضح الرؤية بشكل كامل، ونحصل على معلومات موثقة بعدم وجود خطورة على المملكة»، مستبعداً إمكان تصريف الخضار من أوروبا وتمريرها إلى المملكة، نظراً لأنها تأتي عن طريق المنافذ، ولا بد من مرورها على المحاجر النباتية التابعة لوزارة الزراعة للتأكد من سلامتها. وأوضح أن النوع المضرّ من بكتيريا (آي كولاي) غير موجود في المملكة، منوّهاً بأن لا تخوّف من ظهورها محليّاً، مشيراً إلى أن النوع المقصود يعتبر فتاكاً ومقاوماً للمضادات الحيوية، ولا يتواجد إلا في أوروبا حالياً، مضيفاً: «البكتيريا المقصودة لا توجد في المملكة، فالموجودة نوع آخر لدى كل إنسان وفي كل دولة، وهي غير مؤثرة في النسب العادية، أما النوع الذي يظهر منه التخوف فهو جديد ولم يظهر إلا في أوروبا، ولا يزال هناك تضارب حول الجزء الأوروبي الذي ظهر فيه».