الرياض - «الحياة»، ا ف ب - اعلن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن الرئيس علي عبدالله صالح الذي يمضي فترة نقاهة في الرياض «في تحسن وتعاف كبير، وسيعود إلى أرض الوطن خلال الأيام القادمة»، في وقت طالب شباب «الثورة الشعبية» بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي يضم كافة القوى الوطنية لإدارة شؤون البلاد وتشكيل حكومة. وفي حين أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أن المبادرة الخليجية لا تزال الحل الافضل لأزمة اليمن، داعياً دول المجلس لإعادة تفعيلها اذا ما وافق الاطراف في اليمن على ذلك، قُتل ثلاثة مسلحين قبليين من انصار الشيخ صادق الأحمر برصاص قناصة في صنعاء، في خرق للهدنة التي بدأ سريانها اول من امس بوساطة سعودية. وترأس هادي اجتماعاً موسعاً لأعضاء اللجنة العامة لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم والوزراء والقيادات السياسية، قالت وكالة انباء «سبأ» اليمنية الرسمية إنه جرى خلاله «استعراض الوضع العام على الساحة الوطنية، خصوصاً بعد الجريمة الإرهابية البشعة التي طالت مسجد النهدين بدار الرئاسة يوم الجمعة الماضي». وأضافت الوكالة أن «الاجتماع دان هذه الجريمة الشنعاء بأقوى العبارات، على أساس أنها استهدفت اليمن قيادة وشعباً بهدف إيجاد الفراغ الدستوري والقفز على السلطة من خلال إسالة الدماء والأرواح والسطو على المال العام ومقدرات الشعب اليمني». ونقلت عن هادي قوله إنه «تواصل مساء أمس (الأحد) وصباح اليوم (الإثنين) هاتفياً مع رئيس الجمهورية، مؤكداً ان فخامته في تحسن وتعاف كبير، وسيعود إلى أرض الوطن خلال الأيام القادمة». وشدد هادي «على ضرورة تحمّل الجميع مسؤوليتهم الكاملة وبهمّة عالية في هذا الظرف بالذات، من دون الاكتراث لأي محاولات للإعاقة او التشويش. نحن على المحك، وإثبات القدرات وتحمل المسؤولية باقتدار أمر لا بد منه، من دون تهاون او مواربة». وكان هادي ترأس امس ايضاً اجتماعاً للجنة الأمنية العليا «ناقش المواضيع المتصلة بتثبيت الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع وإخراج المسلحين من المرافق العامة أينما وجدوا». وشدد على ضرورة «استنهاض الهمم وتوحيد الجهود من اجل توفير الخدمات والأساسيات الحياتية، مثل البترول والديزل والغاز والكهرباء، والعمل على التثبيت الصارم لوقف إطلاق النار بصورة شاملة وكاملة». من جهة أخرى، دعت «اللجنة التنظيمية لشباب الثورة» المعتصمين في «ساحة التغيير» قبالة جامعة صنعاء «كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية للبدء بتشكيل مجلس رئاسي موقت يمثل كافة القوى الوطنية، ويتولى تكليف حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية». كما دعت الى «تشكيل مجلس وطني انتقالي يمثل الشباب وكافة القوى الوطنية والعمل على صياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني للحرية والكرامة والعيش الكريم». وأكد الشباب انهم يحتفلون «بإنجاز أول اهداف ثورتهم، وهو إقصاء صالح عن الحكم»، لكنهم شددوا على بدء «مرحلة جديدة من النضال السلمي» لذا تعهدوا بمواصلة اعتصاماتهم «حتى تتحقق كافة أهداف الثورة ومطالبها». في هذا الوقت، أكد الامين العام لمجلس التعاون، أن المبادرة الخليجية لا تزال الحلَّ الانسب للأزمة الراهنة في اليمن، مشدداً على استعداد دول المجلس لإعادة تفعيلها. وقال الزياني في بيان، إن المبادرة التي تنص على تنحي الرئيس وانتقال السلطة ضمن جدول زمني من تسعين يوماً «لا تزال تمثل الحل الانسب، ويمكن لدول المجلس تفعيلها ومتابعه تنفيذها اذا اعلن جميع الاطراف اليمنيين الموافقة عليها». ودعا في بيانٍ مختلفَ الاطراف الى «التهدئة وضبط النفس ونبذ العنف والحيلولة دون تدهور الأوضاع في هذا البلد»، مشدداً على ان «الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن هذه الايام تستدعي من جميع الأطراف في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، التحلي بالحكمة والعمل سوياً على الوقف التام لإطلاق النار، حقناً للدماء والتمسك بالوحدة الوطنية والتسامح وبناء الثقة». وأعرب عن الامل في الوصول الى «توافق ينهي الخلافات ويوحِّد الجهود ويؤدي الى حل سلمي يحقن الدماء ويحفظ وحدة وأمن واستقرار اليمن ويحقق للشعب اليمني تطلعاته لمستقبل أفضل». وكان ثلاثة من أنصار الشيخ صادق الأحمر قُتلوا امس برصاص قناصة بالقرب من منزله في حي الحصبة بصنعاء. وحمّل مصدر قبلي «عناصر موالية للنظام» المسؤولية عن الحادث. ويأتي هذا الخرق وسط هدوء حذر في حي الحصبة غداة سريان هدنة بين القبليين والجيش تتضمن اخلاء المباني العامة التي احتلها أنصار آل الأحمر. وقال مصدر في مكتب الشيخ صادق، إن «نائب الرئيس اليمني وجَّه بإنهاء كل الاستحداثات العسكرية والأمنية ورفعها في منطقتي الحصبة شمال العاصمة صنعاء وفي منطقة حدة جنوبالمدينة». الى ذلك، قتل ثلاثة اشخاص بينهم جندي من الفرقة المدرعة الاولى المنشقة، في هجوم نفذه مسلحان ليل الاحد بالقرب من منزل نائب الرئيس اليمني في صنعاء، حسبما أفاد مصدر من الفرقة التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر. وذكر المصدر ان قوات الجيش تمكنت من قتل المهاجمين. وفي باريس، دعا قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا امس، جميعَ الاطراف في اليمن الى احترام الهدنة التي توسطت فيها السعودية. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، في بيان مشترك: «نحض جميع المسؤولين المدنيين والعسكريين في اليمن على احترام الهدنة التي دعا اليها (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبد الله» بن عبد العزيز.