قتل أربعة أشخاص على الاقل أمس (الأحد)، في انفجار سيارة مفخخة في مدينة القامشلي، بعد اشهر من الهدوء في المدينة ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سورية، وفق ما اعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان». وقال المرصد في بيان إن «انفجارا عنيفا هز مدينة القامشلي الواقعة بريف الحسكة الشمالي، تبين أنه ناجم عن انفجار في سيارة في الحي الغربي من المدينة، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص وجرح ثلاثة اخرين». ولم يوضح المرصد ما اذا كان القتلى من المدنيين او المقاتلين. من جهتها، اشارت «وكالة الانباء السورية» (سانا) إلى الانفجار، لكنها اعلنت انه تسبب بخمسة قتلى. ويخضع القسم الاكبر من القامشلي لسيطرة القوات الكردية، في حين ان قوات النظام تسيطر على قسم صغير من المدينة. وفي غضون ذلك، تعرضت الغوطة الشرقية مساء أمس إلى قصف مدفعي وجوي كثيف أدى الى مقتل 14 شخصاً على الاقل واصابة العشرات، وسط تعزيزات عسكرية لقوات النظام للهجوم على هذه المنطقة، وفق ما افاد المرصد. وقال المرصد إن «الغوطة الشرقية تعرضت مساء أمس إلى قصف مدفعي وجوي عنيف اوقع 14 قتيلاً، بينهم اربعة اطفال». وكانت الحصيلة السابقة اشارت الى مقتل شخصين. واضاف المرصد ان «القوات السورية اطلقت على منطقة الغوطة الشرقية مئات الصواريخ استهدفت مدن وبلدات مسرابا وجسرين وكفربطنا وحمورية وسقبا ودوما، إضافة إلى منطقة الاشعري»، ما أدى الى مقتل 14 شخصا واصابة 75 اخرين بجروح. وأفاد مراسل في دمشق عن حالة من القلق بين المدنيين، خشية انعكاس أي هجوم مرتقب على العاصمة التي تطاولها باستمرار قذائف الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في وقت سابق: «التعزيزات استكملت، الهجوم بانتظار اشارة البدء»، لافتاً إلى أن «الانتشار حول الغوطة الشرقية تواصل لاكثر من 15 يوماً». وأشار الى مفاوضات تجري حالياً بين قوات النظام والفصائل المعارضة «لإخراج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة الشرقية». ويقتصر تواجد «هيئة تحرير الشام» في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها. وشهدت مناطق سورية عدة اتفاقات تعتبرها الحكومة السورية «مصالحات»، وتأتي عادة بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج المقاتلين المعارضين من مناطق كانوا يسيطرون عليها. وعادة ما يتوجهون إلى محافظة ادلب التي تسيطر «هيئة تحرير الشام» على معظمها. ونفى القيادي البارز في «جيش الإسلام»، الفصيل الاقوى في الغوطة الشرقية، محمد علوش أي مفاوضات مع النظام. وقال: «نحن متمسكون بحقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا بكل قوة، وفتحنا المجال أمام الحل السياسي وشاركنا في المفاوضات التي تؤدي الى حقن دماء السوريين، لكن الطرف الاخر خالف هذه الاتفاقات وخرق جميع الهدن». واعتبر علوش أن النظام «يظن أنه سيحسم عسكرياً ويطأ على الشعب وعلى القرارات الدولية، لكن اثبتت الأيام فشل هذا المنهج»، مضيفاً «نضع العالم كله والامم المتحدة امام مسؤولياتهم التي تخلوا عنها، وما ينتج عن ذلك من كوارث». ونفى أيضاً الناطق باسم فصيل «فيلق الرحمن»، ثاني أبرز فصائل الغوطة، وائل علوان «أي تواصل او مفاوضات مع النظام». وأكد الفصيلان نيتهما التصدي لأي هجوم مرتقب لقوات النظام. وشدد علوان على «التصميم لصد جميع محاولات الاقتحام والاعتداء على الغوطة الشرقية».