تجدّدت المعارك العنيفة في غوطة دمشقالشرقية أمس بعد فترة من الهدوء النسبي، على وقع سقوط اتفاق وقف النار الذي تمّ التوصل إليه في اختتام محادثات فيينا. وترافق ذلك مع إطلاق فصائل المعارضة المرحلة الثالثة من معركة «وإنهم ظلموا» التي تهدف إلى السيطرة على «إدارة المركبات» في مدينة حرستا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الفصائل استهلّت الهجوم بتفجير انتحاري في محيط الإدارة تلاه اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة ومقاتلين من «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «هيئة تحرير الشام» من جهة أخرى. وقصفت القوات النظامية بعشرات القذائف المدفعية والصواريخ والغارات الجوية، مدينة حرستا ومحيطها. وذكر «الإعلام الحربي» التابع ل «حزب الله» اللبناني أن القوات النظامية صدت هجوماً لفصائل المعارضة، وفجّرت سيارة ملغومة يقودها مسلّح من المعارضة، وردت بعدها بموجة من القصف والغارات الجوية. من جهتها، لفتت غرفة عمليات «وإنهم ظلموا» إلى أن المقاتلين فجروا نفقاً كانت تعده القوات النظامية تحت نقاط الفصائل على جبهة «إدارة المركبات»، ما أدى إلى تدميره ومقتل عدد من العناصر. ولم تؤكد الحكومة السورية وقف النار في شكل علني مطلقاً. واتّهم الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان النظام بعدم الالتزام بمقترح وقف النار، مشيراً في تصريح إلى وكالة «سمارت» أمس، إلى أن «الفيلق» اشترط الموافقة على وقف القتال بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الغوطة. وأشار إلى أن روسيا فشلت في تطبيق الاتفاق، ولم تستطع وقف النار لمدة «عشر دقائق» فقط. وأضاف أن «روسيا لا تزال مستمرة في دعم جرائم النظام والحل العسكري بجميع السبل السياسية واللوجستية والإعلامية»، لافتاً إلى أن الفصائل «حاولت بالموافقة على مقترح وقف النار، إثبات أن موسكو لم ولن تلتزم بذلك، وفعلاً لم تدخل المساعدات، ولم يتوقف القصف، ولم تتوقف الاقتحامات أيضاً». وتزامن هجوم الفصائل مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف للقوات النظامية على قرى وبلدات الغوطة، أدّى إلى مقتل خمسة مدنيين على الأقل في مدينة دوما. ويزداد القلق الدولي في شأن مصير 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية. في غضون ذلك، شهد ريف إدلب هجمة عنيفة من جانب الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام. ولفت «المرصد» إلى عشرات الغارات التي استهدفت ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، وتنفيذ الطائرات الحربية والمروحية ما لا يقل عن 93 غارة وبرميل. وتسببت الغارات أمس بمقتل رجل وطفله وإصابة أكثر من 12 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأشارت صفحات مقرّبة من النظام إلى مقتل 5 قياديين بارزين من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في غارات يُعتقد أنها روسية استهدفت محيط بلدة أبو الضهور السبت. وأوضح «الحرس الجمهوري» في صفحته على «فايسبوك أن هؤلاء القادة هم أبو مصعب السوري الذي يتولّى منصب «قائد قطاع أبو الضهور»، أبو عبيدة الأقصى وهو أحد القادة الإداريين، إضافة إلى القياديين أبو محمد الزعيم وأبو بصير دارة عزة وأبو عبدالله ترمانين.