الخرطوم - ا ف ب، رويترز - وقعت امس اشتباكات في منطقة ام دورين على بعد 100 كيلومتر غرب مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان السودانية، في وقت انتشرت في المدينة بكثافة قوات عسكرية مزودة اسلحة خفيفة وثقيلة. ونقلت وكالة الانباء السودانية عن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد ان «حادث ام دورين لا يعدو ان يكون حادثا فرديا حيث اطلق احد الجنود النار عشوائيا لاسباب شخصية». واضاف ان «الاحوال في كادقلي هادئة خلافا لما ذكرته بعض الجهات». وكانت هو جيانغ الناطقة باسم بعثة الاممالمتحدة في السودان اكدت «تقارير مفادها بان اطلاق نار سمع في ام دورين وارسلت البعثة دورية لاستجلاء الامر على الارض»، مضيفة ان «هجوما شنه مجهولون مساء (اول من) امس على مركز للشرطة في مدينة كادقلي». وجنوب كردفان واحدة من المناطق التي شهدت الحرب الاهلية في السودان التي انتهت مع ابرام اتفاق السلام الشامل للعام 2005. وتقع على الحدود بين الشمال والجنوب كما انها تحد منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. وجرت فيها الشهر الماضي انتخابات فاز على اثرها مرشح حزب المؤتمر الوطني (الحاكم في شمال السودان) احمد هارون المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، بمنصب الوالي. وكانت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» اتهمت حزب المؤتمر الوطني بتزوير الانتخابات، معانة رفضها للنتيجة وعدم المشاركة في مؤسسات تتمخض عن هذه الانتخابات. على صعيد آخر، اعلنت الحكومة السودانية رفضها طلب مجلس الامن سحب قواتها من منطقة ابيي. ونقلت الاذاعة السودانية عن وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي قوله «البيان ملئ بالتهديدات ونحن نرفض هذه اللغة». وقال كرتي: «لا داعي ان يطلب من السودان سحب جيشه من ابيي لان ابيي ارض سودانية». ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين ان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في السودان ظلت متحصنة في ثكناتها ليومين خلال الاشتباكات العنيفة في ابيي. وذكر هؤلاء ان الاممالمتحدة تحقق في سلوك الوحدة الزامبية المكلفة القيام بدوريات وحماية المدنيين في المنطقة. وقال الديبلوماسيون ان مسؤولي الاممالمتحدة في نيويورك استاؤوا عندما اكتشفوا ان القوات الزامبية اختبأت عندما تصاعد العنف. واعتبر هؤلاء ان هذا الاداء الضعيف يسلط الضوء على مشكلة خطيرة بشأن العمليات الدولية وتعاملها مع صراع يتسم بالعنف. وهذه ليست المرة الاولى التي تفشل القوات الزامبية في التحرك في ابيي. ففي 2008 رفضت السماح لمدنيين قبض عليهم في تبادل اطلاق نار كثيف بين جنود شماليين وجنوبيين بالدخول الى مجمع بعثات الاممالمتحدة في السودان.