أظهرت بريطانيا وفرنسا، الدولتان الأساسيتان في العمليات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، رغبة واضحة في تسريع وتيرة معركة إطاحة حكم العقيد معمر القذافي، إذ أشركتا للمرة الأولى مروحيات هجومية في ضرب قوات الزعيم الليبي، وهي خطوة لاقت فوراً انتقاداً شديداً من روسيا التي حذّر وزير خارجيتها سيرغي لافروف من أن الغرب يتجه أكثر فأكثر نحو عملية برية في ليبيا. وتزامن ذلك مع انتقاد جزائري جديد لعمليات «الناتو» في ليبيا، تمثّل في اعتبار الممثل الشخصي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وزير الدولة عبدالعزيز بلخادم أن ما يحصل في الجارة الشرقية للجزائر ليس سوى حلقة في «مسلسل طويل» بدأت فصوله في السودان، في إشارة إلى قرار جنوب السودان الانفصال عن الشمال في استفتاء تقرير المصير الذي أجري مطلع هذه السنة. ووصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى بنغازي أمس، في زيارة مفاجئة، حيث أجرى لقاءات مع مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي ورئيسه مصطفى عبدالجليل. وأعلن هيغ في تصريحات إلى الصحافيين أن المجلس يُعتبر «ممثلاً شرعياً» للشعب الليبي. ويُعتقد أن عبدالجليل سيحاول إقناع البريطانيين بإعلان خطوة مماثلة للخطوة التي خطتها فرنسا وإيطاليا وقطر باعتبار المجلس الممثل الوحيد لليبيا، مع ما يعنيه ذلك من أن المجلس بات حكومة شرعية بديلة من حكومة القذافي. ودعت بريطانيا، الشهر الماضي، المجلس الانتقالي إلى فتح مكتب تمثيلي في لندن، في خطوة مماثلة لخطوة الولاياتالمتحدة. ولبريطانيا مكتب ديبلوماسي في بنغازي حيث ينشط فريق ديبلوماسي وعسكري - أمني لمساعدة الثوار. في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن طائرات «أباتشي» انطلقت من السفينة «أتش ام أس أوشن»، حاملة المروحيات التي ترسو قبالة السواحل القريبة من ليبيا، أصابت أهدافاً تابعة لقوات القذافي قرب مدينة البريقة النفطية (شرق). وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن طائرات ال «أباتشي» دمّرت مركزين عسكريين هما موقع رادارات وحاجزاً مسلحاً قرب البريقة التي تتحصن بها قوات القذافي والتي تحتشد قربها قوات الثوار المقبلة من مدينة أجدابيا، بوابة الشرق الليبي. واستخدمت الطائرات البريطانية قذائف من نوع «هلفاير» في قصف قوات القذافي في البريقة. وفي باريس (أ ف ب)، أعلنت رئاسة أركان الجيوش الفرنسية صباح السبت أن مروحيات للجيش الفرنسي من نوع «تيغر» و «غازيل» شنّت للمرة الأولى ليل الجمعة - السبت غارات على الأراضي الليبية، بالتعاون مع مروحيات بريطانية. وقال الكولونيل تياري بوركهار لوكالة «فرانس برس»: «تم تدمير عشرين هدفاً، منها 15 آلية عسكرية وخصوصاً سيارات بيك آب مسلحة». وتعرضت طرابلس خصوصاً ضاحية تاجوراء لغارات عنيفة شنتها طائرات «الناتو» مساء أمس. وفي موسكو (أ ف ب)، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حلف شمال الأطلسي «ينحرف نحو عملية برية» في ليبيا ستكون «مؤسفة» وذلك إثر تدخل المروحيات القتالية البريطانية والفرنسية للمرة الأولى في عمليات القصف ليل الجمعة - السبت.