واشنطن، كابول - رويترز – كشف مسؤولون أفغان أن حكومة الرئيس حميد كارزاي قدمت هذا الأسبوع عرضاً في مقابل مسودة أميركية لاتفاق «شراكة استراتيجية»، تهدف الى تقليل مخاوف هذه الحكومة من احتمال تخلي الولاياتالمتحدة عن أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية والذي يبدأ الشهر المقبل، ما يتركها في مواجهة المتشددين وأولئك الذين يخشون بقاء القوات الأجنبية التي يعتبرونها غازية إلى الأبد في أفغانستان. وسيحدد الاتفاق الذي يتوقع أن يوقع خلال الشهور المقبلة الدور الأميركي في أفغانستان على المدى الطويل، في وقت لا يستبعد مراقبون تنفيذ الرئيس الأميركي باراك أوباما انسحاباً «أكبر من المتوقع» لقوات بلاده من هذا البلد بعد وقت قصير من مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن بعملية أميركية في باكستان مطلع الشهر الماضي، وتزايد ضغوط موازنة إدارته. وإشار اكليل حاكمي، السفير الأفغاني المعين حديثاً في واشنطن، إلى أن الاتفاق سيتضمن نقاطاً تتعلق بالتجارة والتبادل الثقافي والأمن، فيما لم يتضح ما إذا كان الاتفاق سيوضح إمكان وجود قواعد أميركية في أفغانستان بعد الانسحاب التدريجي لقواتها، وتولي القوات الأفغانية مسؤولية الأمن، والمقرر إنجازه بحلول 2014. ميدانياً، قتل أربعة من جنود الحلف الأطلسي (ناتو) في انفجار قنبلة يدوية الصنع زرعت على طريق شرق أفغانستان المحاذي للحدود مع باكستان، وسط استمرار تصاعد موجة العنف في الأسابيع الأخيرة. وقتل 220 جندياً أجنبياً على الأقل في أفغانستان منذ مطلع العام الحالي، بينهم 57 الشهر الماضي، حين بدأت حركة «طالبان» هجوم الربيع، متوعدة بمهاجمة أهداف عسكرية اجنبية، وأخرى لمسؤولين أفغان وقوات أمن. وحذر قادة أميركيون من تصاعد العنف، في إطار رد المتشددون على المكاسب الكبيرة التي حققتها قوات الحلف الأطلسي في ولايتي هلمند وقندهار، معقلي الحركة في الجنوب، خلال العام الماضي. وفي ولاية بانجشير الهادئة نسبياً، قتل مدني إيطالي في شجار نشب مع قرويين خلال عبوره مع زوجته ومترجم منطقة تشتهر باستخراج الزمرد. وصرح مسؤول محلي بأن «الرجل الإيطالي أطلق النار على قروي بعدما اعتقد أنه حاول مهاجمة زوجته، وأصابه بجروح خطرة فقدم قرويون غاضبون وقتلوه»، مشيراً الى ان زوجة الإيطالي والمترجم نقلا لكابول. وبانجشير، إحدى سبع ولايات ستسلم الى القوات الأفغانية في إطار المرحلة الأولى من النقل التدريجي لمسؤوليات الأمن، والتي تبدأ الشهر المقبل.