نفى عدد من الخبراء والمختصين في القطاع الزراعي استيراد المملكة أي خضراوات من أوروبا بشكل عام وإسبانيا بشكل خاص، مؤكدين أن البكتيريا بشكل عام موجودة في كل مكان سواء في براز الإنسان أو الحيوان إلا أن هذه السلالة المكتشفة في إسبانيا تعتبر جديدة. وقال خبير معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الدكتور خالد الرويس إن «المملكة لا تستورد الخضار من أوروبا، إذ إنها تعتمد على منتجاتها التي تغطي السوق بشكل كبير، إضافة إلى استيراد بعض المنتجات من بلاد الشام وتركيا ولكنها محدودة وفي أوقات محددة». وأشار إلى أن المملكة تعتمد في وارداتها على تسع دول من أوروبا وتتركز تلك الواردات على المحاصيل الحقلية فقط من القمح والشعير والذرة والصويا. واستبعد الرويس أن تصل تلك البكتيريا إلى أسواق المملكة، خصوصاً في ظل المتابعة الدقيقة من الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى أن المملكة مكتفية ذاتياً من منتجات الخضار. ولفت إلى أنه من المتوقع أن تستورد بعض الفنادق الكبرى بعض منتجات الخضار الطبيعية عالية التقنية والجودة من بعض المزارع الأفريقية التي تقوم عليها شركات أوروبية، إلا أن ذلك محدود جداً ومن المتوقع أن يكون وفق إجراءات صحية عالية. من جهته، قال الأكاديمي الزراعي بقسم وقاية النبات في كلية علوم الأغذية والزراعة جامعة الملك سعود الدكتور يونس مولان إن المملكة لا تستورد منتجات الخضار من أوروبا، إلا أنه يطالب الجهات المختصة ذات العلاقة بالعمل على عدم وصول هذه المنتجات إلى الأسواق السعودية. ولفت إلى أن البكتيريا موجودة في المملكة مثلها مثل أي بلد آخر على اعتبارها بكتيريا طبيعية توجد في جسد الإنسان والحيوان، إلا أن البكتيريا أنواع وسلالات عدة وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية لمنع وصولها إلى المملكة. من جهته، قال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة الدكتور محمد الكنهل ل«الحياة»: «إن الهيئة لديها لجنة تقوم بمتابعة كل ما يتعلق بهذا الموضوع بشكل دقيق وترصد كل صغيرة وكبيرة متعلقة بهذا الموضوع». ولفت إلى أن الهيئة ستصدر بياناً توضيحياً خلال ال24 ساعة المقبلة توضح فيه جميع المستجدات حول هذا الموضوع. ويقول الأكاديمي الزراعي في قسم وقاية النبات في كلية علوم الأغذية والزراعة جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم الشهوان إن بكتيريا «أشريشيا كولاي» موجودة في أمعاء الإنسان والحيوان وفي التربة الملوثة وهي طبيعية في أي بلد، مشيراً إلى أن البكتيريا التي اكتشفت في أوروبا عبارة عن سلالة جديدة وتسبب التهابات في الكلى وأحياناً «زحار» وهي سلالة قوية. واستبعد وصول هذه البكتيريا إلى المملكة، خصوصاً أننا لا نستورد منتجات الخضار من أوروبا، إذ إن المملكة مكتفية ذاتياً بل وتصدر نحو 18 في المئة من الخيار السعودي إلى الإمارات، ما ينبئ بارتفاع أسعاره خلال الأيام المقبلة، في ظل توقعات بارتفاع الطلب عليه من معظم الدول المجاورة. وأكد الشهوان أن البديل لمكافحة هذه البكتيريا هو الاتجاه إلى منتجات الزراعة العضوية التي تعتبر خالية من التلوث والمبيدات وهي حل مثالي للأغذية غير الملوثة. وحاولت «الحياة» الاتصال على المسؤولين في وزارة الزراعة، خصوصاً المدير العام لوقاية المزروعات فهد الساقان الذي حولنا عليه مدير المركز الإعلامي في الوزارة فهد الميمون وكان هاتفه مغلقاً ولم نستطع الوصول إليه. (راجع ص20)