لاهاي - أ ف ب، ا ب - مثل «سفاح البلقان»، القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش، 100 دقيقة امام محكمة الجزاء الدولية في لاهاي امس. وقال بعد الجلسة، اثناء نقله من قفصه الزجاجي المصفح الى سجنه، «انا الجنرال ملاديتش والعالم كله يعرفني». ورفض، اثناء مثوله للمرة الاولى امس امام المحكمة وفي تحد ملحوظ لمن يحاكموه وللعالم وابناء من سقطوا في الحرب العرقية في يوغسلافيا السابقة، تحمل اي مسؤولية عن مجزرة سريبرينيتسا العام 2005، والاف المسلمين الذين قُتلوا فيها، قائلاً «كنت ادافع عن شعبي وبلدي اثناء الحرب». واضاف ملاديتش (69 سنة)، الذي كان يرتدي بدلة رمادية اللون وربطة عنق اثناء ظهوره في القفص المضاد للرصاص في المحكمة، «انا رجل مريض جداً واحتاج بعض الوقت للتفكير في ما قالته لي الآن مقررة المحكمة». لكن القاضي الهولندي الفونس اوري، لم يرد عليه وحدد الجلسة المقبلة للنظر في القضية في الرابع من تموز (يوليو) تاركاً للمتهم ثلاثين يوما للاطلاع على ملف قضيته. وبعدما عرف عن نفسه امام القاضي قال «اعاني من توتر شديد ولم افهم سوى القليل مما تلته علينا هذه المراة» مؤكداً ان «قسم التمريض في السجن سلمني ثلاثة سجلات لكنني لم اقرأ شيئاً منها كما انني لم اوقع على شيء، كنت في حالة سيئة جدا». وبدا ملاديتش نحيلاً، غلبت عليه علامات التعب والتقدم بالسن، خلافا لما كان عليه الرجل القوي الذي كان يرتدي بزة عسكرية خلال التسعينيات. ورفض ان يُقر بذنبه او ان يدفع ببراءته من الاتهامات بضلوعه في «عمليات ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية» التي اتهم بها، خلال جلسة مثوله الاولي، وندد ب»التهم الشنيعة» الموجهة اليه. وملاديتش متهم بالابادة وجرائم قتل ونفي واعمال غير انسانية واحتجاز رهائن خلال حرب البوسنة (1992 - 1995) التي اسفرت عن سقوط مئة الف قتيل ونزوح 22 مليون لاجئ. وقالت كادا هوتيتش (69 سنة) قبل افتتاح الجلسة لوكالة «فرانس برس» ان «ملاديش مجرم كبير قتل ابني وزوجي وشقيقاي» خلال مجزرة سريبرينيتسا التي قتل فيها ثمانية الاف مسلم سنة 1995. واضافت «آمل ان تدرك المحكمة خطورة تلك الجرائم وان تحاكمه باسم العدالة وضحاياه». وقال محامي ملاديتش في صربيا ان موكله خضع لجراحة وعلاج بالاشعة الكيماوية في 2009 اثر اصابته بالسرطان. واتسمت ردود الفعل لدى كثيرين في جمهورية صرب البوسنة بالغضب لمشاهدة ملاديتش، الذي يعتبرونه بطل حرب، في قفص الاتهام. وقالت يوفانا تشيريتش، التي تعمل نادلة في بانيا لوكا، عاصمة كيان صرب البوسنة «انفطر قلبي حين شاهدته مسناً ومريضاً، كان علينا ان نمنع حدوث ذلك».