استضاف منتدى الجامعة الأميركية في القاهرة الأديبة السعودية زينب حفني في جلسة نقاش تحت عنوان «الثورة في الأدب السعودي: زينب حفني نموذجاً». استهل مدير المنتدى، بهجت قرني، الجلسة بالإشارة إلى أن «هذا اللقاء استثنائي، خصوصاً أن المنتدى لا يقدم لقاءاته باللغة العربية، كما أنه لا يتطرق إلى قضايا غير سياسية. موضوع هذه الحلقة هو الطفرة التي شهدها الأدب النسائي السعودي في السنوات الأخيرة». أمين المجلس الأعلى المصري للثقافة الروائي عز الدين شكري ذهب في مداخلته إلى أنه يتمنى وجود كاتبة لا تنحصر كتابتها في الرجل والجسد، وطرح على حفني أسئلة عدة منها: ما العلاقة بين كتاباتها والمشهد الروائي السعودي بخاصة أن المجتمع السعودي له خصوصية تختلف عن البلدان الأخرى؟ أشارت حفني إلى أن الأدب النسائي العربي ساهم في الحراك الاجتماعي، لذا فهو أدب ثوري بامتياز، مشيرة إلى أن ذلك دفعها إلى سلك طرق غير آمنة في الكتابة. وقالت حفني إن مسار الرواية النسائية السعودية بدأ على يد سميرة خاشقجي بروايتها «ودعتُ آمالي» الصادرة عام 1958، وكان لنجاة خياط بمجموعتها «مخاض الصمت» عام 1966 دور مهم في تطوير القصة القصيرة السعودية. وجاءت بعدها هند باغفار بمجموعتها «البراءة المفقودة» عام 1977، ومريم الغامدي «أحبك...ولكن». وأوضحت أن الطبيعة الساحرة التي تميز بها الريف المصري ساهمت في إخصاب خيالها، وغرس بذور التمرد في أعماقها. وتأثرها بشهرزاد وتعلقها بها دفعاها إلى المخاطرة والإقدام على مغامرات صعبة، والولوج إلى مناطق خطرة من دون أن تحس برهبة الخوف من المجهول. وعن موقف النقاد من الأدب النسائي، لفتت حفني إلى أن بعض النقاد ما زالوا يستهينون بنتاج المرأة، ويرون أن كتابتها تدور في منظومة غريزة الأمومة، والعاطفة المكبوتة، والهم الخاص، بعيداً عن الواقع السياسي والاجتماعي العام، وهو ما جعلهم ينصرفون عنه بحجة أنه ليس له دور أساسي في تطوير حركة التاريخ.