إسلام آباد، نيودلهي، واشنطن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية اليوم أمس، ان إسلام آباد اتفقت مع واشنطن على استئناف عمليات الاستخبارات مشتركة ضد الإسلاميين المتشددين كخطوة أولى لإعادة بناء الثقة بين البلدين. وقالت الناطقة باسم الوزارة تهمينا جانجوا: «ستحصل عمليات مشتركة يمكن ان تشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية»، فيما لم تردّ عن سؤال حول امكان سماح باكستان لقوات اميركية بتنفيذ عمليات مشتركة مع نظرائهم الباكستانيين، واستدركت قائلة: «الواضح ان مسألة السيادة لها أولوية بالنسبة لنا، وكل شيء سيحدث عبر التشاور». جاء ذلك بعد أسبوع على ضغط مارسته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على زعماء باكستان المدنيين والعسكريين لاتخاذ خطوات حاسمة ضد الجماعات المتشددة التي تنشط في البلاد، والتي تبين انها احتضنت لسنوات زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن قبل ان تقتلته قوات كوماندوس اميركية في بلدة أبوت آباد مطلع ايار (مايو) الماضي. وأثار العثور على بن لادن في مجمع حصين لا يبعد الا 50 كيلومتراً من العاصمة الباكستانية إسلام آباد شكوكاً في امكان اعتماد واشنطن على باكستان كحليف في «الحرب على الارهاب»، على رغم ان العمليات الاستخباراتية المشتركة بين باكستانوالولاياتالمتحدة منذ عام 2001 ادت الى اعتقال عدد من اعضاء «القاعدة» وحركة «طالبان»، قبل ان تتوقف في كانون الثاني (يناير) الماضي اثر اعتقال ريموند ديفيس المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) بعد قتله باكستانيين اثنين بالرصاص، قبل ان يفرج عنه ديفيز بعدما دفع «دية» لأسرتي القتيلين. على صعيد آخر، اعتبرت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو في كلمة ألقتها امام مركز البحوث الاستراتيجية الدولية في واشنطن، ان حركة «عسكر طيبة» الباكستانية المسلحة التي تتهمها الهند بارتكاب اعتداءات بومباي عام 2008، حين قتل 166 شخصاً، قد تشكل خطراً على الولاياتالمتحدة. وكررت نابوليتانو التي زارت الهند الاسبوع الماضي لإجراء محادثات حول قضايا الارهاب، أن الولاياتالمتحدة ترى ان الحركة منظمة ارهابية قوية يشبه تنظيمها «القاعدة»، وقد تتحول الى خطر عالمي مماثل. تزامن ذلك مع إعلان الشرطة الهندية انها قتلت ثلاثة من اعضاء «عسكر طيبة» في مدينة سوبور التي تبعد 55 كيلومتراً شمال سريناغار المدينة الرئيسية في الشطر الهندي من اقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان. وكانت قوات الأمن الهندية عثرت قبل يومين على مجموعة من المسدسات والبنادق والقنابل اليدوية مخبأة على طريق تقود الى سوبور. وفي كراتشي، الباكستانية، قتل 5 أشخاص على الأقل وجرح عشرات، بينهم رجل أمن في حوادث عنف متفرقة وأعمال شغب شملت مناطق السيف وقيد آباد وسوهراب غوث ومالير وماريبور وغيرها. وأشعل مجهولون 5 شاحنات على طريق رئيسي في كراتشي وأقفلوا الطريق التي اعادت قوات الأمن فتحها بعد إزالة الحواجز التي وضعت. وتشهد كراتشي غالباً موجات عنف تودي بحياة عشرات من الأشخاص، ولم يفلح فرض منع التجول لفترات طويلة في الحد من هذه الظاهرة في المدينة التي يتنافس حزب الشعب وحركة المهاجرين القومية والجماعة الإسلامية الباكستانية وحزب عوامي على نفوذها.