قال صندوق الاستثمار المباشر الروسي أمس (الخميس) إنه يتعهد بتأسيس تجمع «كبير» للمستثمرين، من أجل الطرح العام الأولي المزمع لشركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية، البالغة قيمته 100 بليون دولار. وقال رئيس صندوق الثروة السيادي كيريل ديمترييف، إنه يتوقع اهتماماً واسعاً من القطاع المالي الروسي. وكان ديمترييف قال في وقت سابق إن صناديق تقاعد روسية تدرس المشاركة في الطرح العام الأولي لأرامكو. وقال على هامش مؤتمر في سوتشي: «نرى اهتماماً كبيراً من البنوك الروسية، ومن بنوك الاستثمار الروسية ومستثمرين روس آخرين. «لذلك نعتقد أننا سنتمكن من إقامة كونسورتيوم كبير من أولئك المستثمرين». وأضاف ديمترييف أن الصندوق يعمل مع مستثمرين صينيين على تيسير مشاركتهم في الطرح الأولي، الذي قد يصبح الأكبر في العالم، ويقيم أرامكو بما يصل إلى تريليوني دولار لجمع ما يزيد على 100 بليون دولار. وكانت مصادر قالت ل«رويترز» العام الماضي، إن شركات نفط حكومية صينية تريد أن تصبح صاحبة استثمار رئيس في الطرح العام الأولي. وتزدهر العلاقات بين روسيا والسعودية، أكبر منتجين للنفط في العالم، في ظل نجاح اتفاق تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض إنتاج الخام. وقال ديمترييف إن صندوق الاستثمار المباشر الروسي وشركاءه من الشرق الأوسط وآسيا واليابان اشتروا قدراً «كبيرا» من الأسهم الممتازة في شركة ترانسنفت الروسية المحتكرة لخطوط أنابيب نقل النفط. وفي وقت سابق من يوم أمس، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن شركة نوفاتك، أكبر منتج غير حكومي للغاز الطبيعي في روسيا، وأرامكو السعودية وقّعتا مذكرة تعاون. وترأس نوفاك وديمترييف وفداً روسياً إلى السعودية هذا الأسبوع. وأضاف الوزير أن نوفاتك وأرامكو تجريان مناقشات بشأن مشروع الغاز الطبيعي المسال 2 بالمنطقة القطبية الشمالية، الذي يستهدف بدء إنتاج الغاز الطبيعي المسال في 2022-2023، مشيراً إلى أنه قد يجري توقيع اتفاق خلال العام الحالي في منتدى اقتصادي من المقرر أن ينعقد في سان بطرسبرغ. وكانت صحيفة «فيدوموستي» اليومية نقلت عن مصادر لم تسمها أن أرامكو تجري محادثات مع نوفاتك بشأن حصة في مشروع الغاز الطبيعي المسال 2 بالمنطقة القطبية الشمالية، ومشتريات غاز محتملة من المشروع. وامتنع متحدث باسم نوفاتك عن التعقيب. يذكر أن حجم استثمارات المملكة في روسيا، تجاوزت بليوني دولار، وأن شركات روسية تستثمر في السعودية، وتقابل ذلك أيضاً زيادة عدد الشركات السعودية التي تستثمر في روسيا. وتكثف موسكووالرياض، أكبر منتجين للنفط، تعاونهما بعد أن ساعدتا على إبرام اتفاق عالمي (أوبك+) لخفض إنتاج الخام، يهدف إلى دعم أسعاره، وفي هذا الإطار أطلقتا صندوقاً مشتركاً للاستثمار في مشاريع بقطاع الطاقة، وتحديداً في الخدمات النفطية، ويضاف هذا الصندوق إلى منصة أخرى بقيمة 10 بلايين دولار، مخصصة لتمويل مشاريع مشتركة في البنية التحتية والزراعة وقطاعات أخرى. وقال صندوق الاستثمار المباشر الروسي أول من أمس، إنه يتوقع إتمام اتفاق مع شركة أرامكو السعودية للاستثمار في شركة أوراسيا دريلينغ لخدمات حقول النفط. وقال الرئيس التنفيذي للصندوق كيريل ديمترييف في العاصمة السعودية الرياض: «نتوقع إتمام اتفاق قريباً جداً، كي تستثمر منصتنا للطاقة مع أرامكو السعودية في أوراسيا دريلينغ، إضافة إلى توفير خدمات لأرامكو السعودية». وأضاف: «روسيا لديها استثمارات كبيرة في قطاع البتروكيماويات السعودي». وتبني شركة سيبور، أكبر منتج روسي للبتروكيماويات، منشأة بتروكيماويات في المملكة. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في تشرين الأول (أكتوبر) إن قيمة الاتفاق تصل إلى 1.1 بليون دولار. إلى ذلك، أظهرت بيانات من وكالة الموارد الطبيعية والطاقة أمس، أن السعودية والإمارات امتلكتا معاً نحو 13.8 مليون برميل حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر)، ضمن المخزونات اليابانية شبه الوطنية، من دون تغيير عن الشهر السابق. وتقرض الحكومة اليابانية سعة تخزين للخام من دون مقابل لشركة أرامكو السعودية الحكومية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، بما يسمح للشركتين بتخزين ما يصل إلى 14.47 مليون برميل. ولا يوجد تفصيل لعدد البراميل العائدة لكل من الشركتين. وفي مقابل التخزين المجاني، تحصل اليابان على أولوية في السحب من المخزونات في حالات الطوارئ، وتتعامل معها كمخزون شبه حكومي، إذ تحسب نصفه جزءاً من احتياطات الخام الوطنية الاستراتيجية.