أورد التقرير السنوي لبعثة الأممالمتحدة لمساعدة أفغانستان حول الضحايا المدنيين في هذا البلد ان «حوالى 2300 مدني سقطوا بين قتيل وجريح في عمليات انتحارية وهجمات عام 2017»، وهي أعلى حصيلة تسجلها المنظمة الدولية في هذا البلد حتى الآن. وأوضح التقرير أن «57 عملية انتحارية واعتداءات أخرى أسفرت عن سقوط إجمالي 605 قتلى و1690 جريحاً، بزيادة نسبتها 17 في المئة عن 2016، ما يجعل الاعتداءات وانفجار الألغام وعبوات أخرى السبب الأول لسقوط القتلى والجرحى نتيجة النزاع في أفغانستان، وتليها المعارك البرية. كما أسقطت الضربات الجوية التي نفذتها قوات أميركية وحكومية عن سقوط 6 في المئة من الضحايا المدنيين (295 قتيلاً و336 جريحاً) بزيادة مقدارها 7 في المئة عن 2016». وقال موفد الأممالمتحدة تاداميشي ياماموتو لصحافيين في كابول: «يتأكد هذا الاتجاه فعلاً هذه السنة بعد ثلاثة اعتداءات كبيرة حصلت في كابول، وآخر على منظمة «انقذوا الأطفال» البريطانية في جلال آباد (شرق)، والتي أسفرت عن أكثر من 130 قتيلاً و250 جريحاً خلال 10 أيام في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وللسنة الرابعة على التوالي، تخطت الحصيلة السنوية للضحايا البالغة 3438 قتيلاً و7015 جريحاً، عتبة ال10 آلاف، على رغم أنها انخفضت بنسبة 9 في المئة مقارنة بعام 2016 بسبب تراجع المواجهات المباشرة بين المتمردين والقوات الحكومية. وسقط 22 في المئة من الضحايا في اعتداءات كبيرة مثل تفجيرات وعمليات تسلل المهاجمين، في الحصيلة الأكبر لمثل هذه الاعتداءات خلال سنة واحدة، منذ أن بدأت بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان تسجيل عدد الضحايا المدنيين في النزاع الأفغاني عام 2009. إلى ذلك، أفادت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية بأن أفغانستان تعتبر مع سورية والصومال أسوأ الدول بالنسبة إلى الأطفال الذين يعيشون في مناطق نزاع ويتعرضون لخطر الموت والعنف. وأورد تقرير المنظمة أن «357 مليون طفل على الأقل، أي نسبة واحد من كل ستة أطفال في أنحاء العالم، يعيشون في مناطق الصراع، بزيادة مقدارها 75 في المئة عن مطلع التسعينات من القرن العشرين». وأضافت أن «زيادة التمدن والنزاعات طويلة المدى وارتفاع عدد المدارس والمستشفيات التي تُستهدف تزيد الخطر الذي يتعرض له الأطفال. كما هناك تهديدات أخرى بينها الخطف والعنف الجنسي». وتظهر أرقام الأممالمتحدة أن أكثر من 73 ألف طفل قتِلوا أو شوهوا في 25 نزاعاً منذ عام 2005، حين بدأ تجميع هذه الإحصاءات. ومنذ عام 2010، ارتفع عدد حالات وثقته الأممالمتحدة لأطفال قُتلوا أو شُوهوا بنسبة 300 في المئة. وتقول وكالات إغاثة إن الرقم الحقيقي قد يكون على الأرجح أعلى بكثير نظراً إلى صعوبات التحقق من الروايات في مناطق النزاع.