انطلق الموسم الرابع من برنامج «ذا فويس» على شاشة «أم بي سي» بعد انتهاء النسخة الطفولية منه «ذا فويس كيدز»، الذي وللموسم الثاني على التوالي، حصد فريق كاظم الساهر لقبه. وعلى رغم أن لنجومية الساهر وجماهيره العريضة دوراً في ترجيح كفة صاحب اللقب كون الاختيار في الحلقة النهائية يتم عبر تصويت المشاهدين، لكن لاختيارات الساهر واشتغاله على صقل المواهب التي ضمها إلى فريقه دورها الوازن أيضاً. ويبقى العامل الحاسم بطبيعة الحال موهبة الفائز، فالمنافسة ليست فقط بين المتبارين بل هي بمعنى ما بين النجوم أيضاً من أعضاء لجنة التحكيم وعبر الأطفال الذين ينضوون تحت لواء فريق كل نجم. ولعل تصارع الحكام إبان حلقات الصوت والاختيار التي تتخللها مشاهد طريفة عبر إيغالهم في ممارسة طرق غواية الأطفال وإغرائهم واستمالتهم كل لطرفه خير شاهد. وهي إن بدت محاولات من أعضاء اللجنة لمجاراة الجو الطفولي الطاغي على البرنامج لكنها تعبر أيضاً عن رغبة كل منهم في استقطاب الأصوات الأجمل والأقوى بغية الفوز في النهاية باللقب. فأن يفوز أحد أعضاء فريقه فهذا يشكل إضافة ورصيداً للنجم عضو لجنة التحكيم نفسه. شهدت الحلقة الأخيرة أجواء مبهجة ومحفزة على الانبهار والانطراب والانغماس في عالم فني جمالي وطفولي ساحر، وإن تخللتها طبعاً لحظات صعبة ومؤثرة لحظة الاختيار والمفاضلة، بخاصة مع انهمار الدموع من عيون بعض المتبارين ممن خرجوا من البرنامج من دون تحقيق حلم اللقب وإن كان وصولهم إلى الحلقة النهائية بحد ذاته يعتبر نجاحاً وطرقاً لباب الشهرة والاحتراف لهم في قادم أيامهم. وهنا يقع على عاتق القيمين على البرنامج وحتى على عاتق النجوم أعضاء لجنة التحكيم، تبني هذه المواهب وتنميتها ودعمها مادياً ومعنوياً وبالدرجة الأولى فنياً، ما سيساهم في ضمان استمرارية هذه المواهب على طريق الصقل والتبلور الكامل. ولعل أداء كل فنان إحدى أغانيه بالتشارك مع فريقه شكل جرعة دعم ومنح ثقة بالنفس لدى كل طفل متسابق. فأن يقفوا على خشبة المسرح ويغنوا مع نجوم كبار لطالما تربوا على دندنة أغانيهم والانبهار بهم يشكل بحد ذاته لحظة تحقق للذات الفنية لديهم. بيد أن ثمة عاملاً أثر سلباً إلى حد ما في تقديم بعض المواهب عبر اختيار أغان غير مناسبة وملائمة تماماً لخامات الصوت والألوان الغنائية المطابقة لها، فالفائز باللقب كان اختيار أغانيه موفقاً تماماً، ما يشكل عاملاً طبعاً في فوزه وحصده تصويت الجمهور على عكس البعض الآخر من المشاركين. وبلا ريب فإن الأغنية لحناً وكلاماً تلعب دوراً في تسويق الموهبة المؤدية لها تبعاً لمدى انتشار تلك الأغنية ورواجها. ولعل الفقرة الأجمل تلك الخاصة بفترة التنزه والخروج من إسار الأستوديو وروتين المسابقة والتمارين إبان الإعداد للحلقة النهائية. فتامر حسني مثلاً اصطحب فريقه إلى مطعم ونانسي عجرم خرجت في «كزدورة» مع فريقها إلى شاطئ البحر. أما القيصر فقد اكتفى بفسحة بيتوتية تقمص خلالها دور الشيف حيث أعد لفريقه وبالتشارك صدر كنافة وبدا حريصاً على تحقيق وعده لحمزة المتأثر بالفنان صباح فخري بتحقيق أمنيته في التواصل معه، ما تبدى خلال تركيزه على أداء القدود الحلبية وأغاني فخري الخالدة حيث بادر الساهر وسط الانغماس في إعداد الكنافة إلى الاتصال هاتفياً بالفنان السوري المخضرم كي يكلمه الطفل الموهوب الذي حصد اللقب في النهاية. نهاية ممتعة واختيار وتتويج موفقان من الجمهور لا غبار عليهما في «ذا فويس الصغير» وبداية ملؤها الترقب والمفاضلة بين النسختين في «ذا فويس» الكبير، فلنر الغلبة لمن؟