كشفت اختصاصية الإقلاع عن التدخين وصاحبة أول عيادة خاصة في السعودية للإقلاع عنه الدكتورة هيفاء عشي ل«الحياة» مراجعة 1084 مريضاً ومريضة لعيادتها خلال العام الماضي سعياً للإقلاع عن التدخين، إذ إن 86.5 في المئة منهم رجال تتراوح غالبية أعمارهم بين 31 و40 عاماً، تليها الشريحة العمرية بين 41 و50 عاماً، فيما راجع العيادة 92 مراهقاً بينهم أربع فتيات فقط. وأكدت أن عيادات الإقلاع عن التدخين تشهد إقبالاً من الجنسين (الرجال والنساء) الباحثين عن وسائل وبرامج علاجية متكاملة تساعدهم في ترك التدخين، الأمر الذي اعتبرته مؤشراً إيجابياً، مشيرة إلى أن أعداد المدخنين الذين راجعوا عيادتها للتخلص من آثار إدمان النيكوتين خلال العام الماضي حتى الأشهر الأخيرة من العام الحالي يتضاعف بصورة لافتة عن أي وقت مضى. وأرجعت عشي أسباب الإقلاع عن التدخين إلى ارتفاع مستوى الوعي عموماً والمدخنين خصوصاً، تجاوباً مع جهود القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى توافر وسائل وبرامج علاجية أثبتت نجاحاً كبيراً في مساعدة الكثير من الحالات المتقدمة وأكثرها اعتماداً على «النيكوتين»، ما أعطى بارقة أمل للمدخنين وأسهم في تعزيز الثقة لديهم بإمكان التخلص من هذا الإدمان المصحوب بأعراض انسحابية شديدة وذلك إذا ما توافرت الرغبة، إلى جانب وسائل العلاج المبنية على أسس علمية وطبية موثوقة. وقالت الاختصاصية «إن الخوف على صحة الأبناء وأفراد العائلة والأصدقاء والمخالطين جاءت في مقدمة العوامل التي تدفع إلى التفكير في الإقلاع»، مستشهدة بدرس أجري على عينة تتألف من 122 مدخناً في سبع دول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عن أكثر العوامل شيوعاً التي تساعد المدخنين في اتخاذ القرار بالإقلاع عنه. ولفتت الدكتورة عشي إلى أن الكلفة المباشرة لعلاج آثار التدخين في المملكة تبلغ أكثر من خمسة بلايين ريال سنوياً، لافتة إلى أن تقارير صادرة من وزارة الصحة السعودية تشير إلى أن نحو 45 في المئة من الرجال مدخنون، فيما تبلغ معدلات انتشار الظاهرة بين السيدات إلى 25 في المئة في المرحلة العمرية بين 25 و35 عاماً، وخلص الدرس إلى أن معدلات التدخين بين طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية تصل إلى نحو 24 في المئة، مضيفة أن تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن التدخين يقع ضمن دائرة الإدمان نظراً إلى تحوله إلى أولوية في حياة المدخن مع الظهور السريع للأعراض الانسحابية عند محاولة الإقلاع عنه كالتوتر والعصبية وسرعة الانفعال والصداع وعدم انتظام النوم والإحباط والإحساس العام بعدم الرضا والنزوع للانعزال والاكتئاب وأخيراً الحنين للتدخين.