قُتل 71 شخصاً نتيجة تحطم طائرة ركاب روسية بعد دقائق من إقلاعها من مطار «داماديدوفو» جنوبموسكو. وذكرت مصادر أن الحادث ناجم عن تصادم مع مروحية عُثر على حطامها في مكان تحطم الطائرة في منطقة رامينسكي شرق محافظة موسكو. لكن مصادر أخرى وضعت فرضيات متعددة منها خطأ الطاقم، أو الظروف الجوية، ولم تستبعد السلطات فرضيات أخرى، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن جثث ومتعلقات الركاب بعدما عثرت على جثث بعضهم. وأكدت النيابة العامة الروسية «مقتل» جميع ركاب الطائرة، وعددهم 71 شخصاً، هم 65 راكباً، إضافة الى طاقم من ستة أشخاص. والطائرة من طراز «إن-148» تابعة لشركة «خطوط ساراتوف الجوية»، وكانت في رحلة من موسكو إلى أورسك، ثاني أكبر مدينة في مقاطعة أورينبورغ شرق روسيا، عندما تحطمت قرب الحدود من كازاخستان. وتتسع الطائرة لنحو 80 راكباً، وتُنتج بترخيص من أوكرانيا في مصانع روسية. ونقلت صحيفة «موسكوفسكي كومسومواليتس» عن مصادر في مراقبة المواصفات والجودة في وزارة النقل الروسية، قولها إن الطائرة خضغت للتفتيش الدوري العام الماضي حين اكتشفت اللجنة أن الشركة المستخدمة للطائرة خالفت بعض القضايا التقنية، مثل تغيير زيت المحركات وتنقية «الفلتر» كل 375 ساعة طيران، إذ تبيّن أن الشركة كانت تجري العملية كل 750 ساعة طيران. واختفت الطائرة عن لوحات أجهزة المراقبة بعد نحو 5 دقائق من إقلاعها، وبدأت بفقدان الارتفاع من علو 1900 متر، علماً أنها دخلت الخدمة عام 2010. وتنظم شركة ساراتوف رحلات منتظمة وعارضة (تشاتر) إلى أكثر من 35 مدينة داخل روسيا وخارجها. وشكّلت السلطات لجنة برئاسة وزير النقل إيغور ليفيتين لتقصّي أسباب الحادث ومعالجة آثاره. وأوضح مسؤول في وزارة الحالات الطائرة أن حطام الطائرة «تناثر ضمن شعاع يناهز كيلومتراً». وأفادت الوزارة في بيان بأن «أكثر من 150 شخصاً ونحو عشرين سيارة إسعاف توجهوا إلى مكان الحادث». وقدم الرئيس فلاديمير بوتين تعازيه إلى أسر الضحايا. وبثّ التلفزيون الرسمي لقطات من مكان الحادث أظهرت أجزاء من الطائرة وسط الثلوج التي تتساقط بكثافة منذ أيام، ما يؤدي إلى انعدام الرؤية. ومع استمرار تساقط الثلوج أمس على موسكو ومحيطها، نقلت وسائل الإعلام أن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى مكان تحطم الطائرة، ما أجبر المسعفين على مواصلة طريقهم سيراً. وأظهرت مشاهد بثّتها قنوات التلفزة الروسية بقايا من هيكل الطائرة متناثرة في حقول غطاها الثلج. وقال مصدر لوكالة «إنترفاكس»: «تمكن المسعفون في الوقت الحاضر من الوصول إلى مكان الحادث. هناك جثث كثيرة وأشلاء».