تجرأ العربي محمد بن همام، واتجه للمنافسة على مقعد رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، فجن جنون بلاتر والغرب بأكمله، واعتبروا ذلك تجاوزاً عربياً خطراً، وبحثوا عن كل الوسائل لمحاربة ابن همام وإبعاده عن هذه الفرصة التي شارف على الفوز بها بعد أن استمال معه السيد وارنر الذي يملك في جعبته 35 صوتاً كافية لترجيح كفة ابن همام. فور إعلان ابن همام ترشحه بدأت لعبة الإسقاط العلني من خلال تصريحات بلاتر الساخنة، ومن خلال صحيفة «صنداي تايمز» الإنكليزية التي كشفت عن توافر معلومات عن ابن همام وقطر قد تكون مخالفة لقوانين الفيفا، تقدمت بها قطر للحصول على استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. ثم تعالت الأصوات من أميركا التي خسرت السباق مع قطر، ثم رئيس الاتحاد الإنكليزي الذي شن هجوماً عنيفاً على بلاتر وابن همام، ووضع بلاتر كميناً لابن همام قبل خوض الانتخابات بأيام قليلة، اذ نجح بلاتر في الحصول على قرار من لجنة الأخلاق بوقف الثنائي ابن همام القادم للمقعد بقوة والسيد وارنر أخطر الداعمين بالأصوات، ابن همام أمام هذه الممارسات الخطرة أعلن انسحابه من السباق الرئاسي وترك المجال مفتوحاً على مصراعيه لبلاتر الذي صادق على كل البرامج السابقة ثم بدأ يقود حملة التشكيك ويجد مساندة من الكتلة الأوروبية ومن لجنة الأخلاق التي تدعي الاستقلالية والنزاهة. الصدمة التي أتت من خلال انسحاب ابن همام لن تكون نهاية الحرب العلنية من الغرب فقد تمتد لدولة قطر التي فازت بتنظيم كأس العالم 2022 بجدارة وبقوة الملف المطروح، هي مهددة بهذا اللوبي الذي يسعى لسحب التنظيم وتحويله لأستراليا أو أميركا، فقد زعمت الصحيفة الإنكليزية أن القطريين عرضوا على الأعضاء الذين سيصوتون لهم مبالغ نقدية لتمويل مشاريع في مقابل أصواتهم، وانحصرت الاتهامات التي تسوقها الحملة الغربية على قيام القطريين بإعلان مبادرات «سي أس آر» أي (المسؤولية الاجتماعية للشركات) بحضور جميع أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا الذين يشاركون في التصويت. ولا نعلم كيف وافق الفيفا على ذلك ثم حولها في ما بعد إلى تهمة وخرق لقوانينه، ولماذا وافقت لجنة الأخلاق على طلب بلاتر بمساءلة ابن همام ثم إيقافه هو ووارنر، ولم تستجب لذات الطلب الموثق من ابن همام ضد بلاتر. سيحاول جوزف بلاتر فور فوزه غداً (الأربعاء) قيادة الحرب على الفساد الذي يحاصر أروقة الاتحاد الدولي منذ سنوات، وقد تقع فاس بلاتر على قطر وبالتالي تكتمل لعبة الغرب الذي يسعى لتهميش كل ما هو عربي. [email protected]