في الوقت الذي لا تزال دبي تحتل فيه «الخيار الأول» للسياح السعوديين في الخارج في ظل الثورات والتغيرات التي تحدث في دول المنطقة، يرى مراقبون أن انضمام الأردن والمغرب لدول الخليج ستزيد من حصص العضوين الجديدين في مجال السياحة هذا الصيف، خصوصاً مع الهدوء النسبي وتوافر الأمن في كليهما. ويرجح المستثمر في قطاع السياحة إبراهيم الراشد أن المفاوضات الجارية حالياً لانضمام الأردن ستنعكس على القطاع السياحي بشكل أكبر من الجانب المغربي. وألمح أن الأردن ستشهد خلال الفترة المقبلة ازدياداً في السياحة العائلية «متى ما تم السماح لمواطني السعودية بالدخول ببطاقاتهم الوطنية». وحلل الجانب السياحي بين السعودية والأردن فيما لو تم السماح لمواطني البلدين بالدخول من طريق بطاقاتهم الوطنية، بأن «السعودية ستكون الرابح الأكبر»، متوقعاً ارتفاع عدد الأردنيين القادمين للسعودية من أجل الحج أو العمرة كونهم لن يدخلوا ضمن «الكوتا» المقررة لكل بلد. وحول مدى انعكاس انضمام المغرب للمجلس شدد على أن استفادة المغرب في هذا السياق لن تكون كبيرة لعوامل عدة من بينها بعد المسافة والتي تصل لثماني ساعات طيران، إضافة إلى كون العديد من الأسر السعودية لا تضع المغرب ضمن خياراتها عند سفرها. من جانبه، أوضح الخبير السياحي سمير قمصاني أن حجم الحراك السياحي بين السعودية وكل من الأردن والمغرب يشهد نمو مطرداً بسبب موسمي الحج والعمرة. وزاد: «إن المفاوضات الجارية حالياً لإتمام انضمام الأردن والمغرب لدول مجلس التعاون ستحدث نقلة في القطاع السياحي كما سيشكل في حال السماح لمواطني المغرب والأردن بالتنقل داخل دول الخليج بالبطاقات الوطنية نقلة كبيرة في القطاع السياحي». ورفض أن يكون القرب أو البعد عاملين مهمين في توجه السعوديين نحو الأردن بدلاً من المغرب لكون الأخيرة هي الأبعد، ملمحاً إلى أن انضمام المغرب والأردن سيرفع من حجم الاستثمار في القطاع السياحي بين البلدين فيما سيشكل «أرضية خصبة» لزيادة السياح في ما بينهما. وتطرق إلى دور العلاقات التسويقية في زيادة أعداد السياح في بلد من دون آخر مستشهدا بالتجربة التسويقية الماليزية والتي حققت نجاحاً لافتاً – على حد قوله - إضافة إلى التجربة التسويقية السياحية التركية. بينما يرى المواطن فهد الحارثي أن خطوة انضمام المغرب والأردن ستزيد من أفق التقارب السياسي والاقتصادي بين الدولتين المنضمة حديثاً ودول مجلس التعاون الخليجي الستة. وعرج إلى أن الأردن كونه جاراً للسعودية سيجعل السعوديين يتوجهون للأردن، خصوصاً مع استقرار الأوضاع السياسية كون عامل الأمن أحد أبرز العوامل المهمة في توجه أي سائح سعودي خارج بلاده.