عمت «أجواء الحرب» محافظة شمال سيناء فجأة أمس، فور إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة إطلاق عملية عسكرية شاملة تحت اسم «سيناء 2018»، لاقتلاع الإرهاب من مدن المحافظة، مع تأهب أجهزة الدولة لدعم العملية. إذ أعلنت وزارة الداخلية الاستنفار في كل المحافظات، وتدفقت تعزيزات عسكرية وأمنية إلى سيناء، وأرسلت أطقماً طبية تحسباً لأي طارئ، واستنفر القطاع الصحي في المحافظة التي عُلقت الدراسة فيها لكل مراحل التعليم. وانقطعت الاتصالات الهاتفية وشبكات الإنترنت ساعات في شمال سيناء، بالتزامن مع العملية. المصريون استيقظوا على بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة ببدء «عملية عسكرية شاملة» في سيناء استخدمت فيها كل أسلحة الجيش، وإعلان قوات الجيش والشرطة حال التأهب القصوى من أجل «المجابهة الشاملة والقضاء على الإرهاب». وأكدت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تابع التطورات العسكرية من «غرفة العمليات». وكان السيسي كلف في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي رئيس أركان الجيش الفريق محمد فريد حجازي القضاء على الإرهاب في سيناء في غضون ثلاثة أشهر، عقب هجوم إرهابي استهدف «مسجد الروضة» في بئر العبد شمال المحافظة وقُتل فيه أكثر من 300 مصلٍ. وبعد ساعات على البيان الأول تلا الناطق باسم الجيش بياناً للقيادة العامة للقوات المسلحة وأعلن «استهداف القوات الجوية بؤراً إرهابية ومخازن أسلحة وذخائر في شمال سيناء ووسطها، وتشديد القوات البحرية إجراءات «تأمين المسرح البحري لقطع أي خطوط إمداد عن العناصر الإرهابية». ولوحظ أن بياني الجيش صدرا باسم القيادة العامة للقوات المسلحة لا عن الناطق العسكري، ما رسخ «أجواء الحرب». وبث الجيش لقطات مصورة لقصف طائرات حربية مواقع إرهابيين وتجهيز أخرى مزودة صواريخ تمهيداً لإقلاعها، إضافة إلى عمليات إنزال قطع عسكرية وسيارات دفع رباعي من طائرات، ومشاهد لقطع بحرية تُمشط السواحل المتاخمة لسيناء. وكان لافتاً أن اللقطات شملت مشهداً لبوارج حربية مصرية تحيط منصة الغاز في حقل «ظهر» على بعد 200 كيلومتر قبالة السواحل المصرية شرق المتوسط. وبدأت قوات الجيش أمس، فرض طوق حول مطار العريش الذي كان شهد محاولة لاستهداف وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار أثناء تفقدهما القوات شمال سيناء، في كانون الأول (ديسمبر). وشرعت جرافات الجيش أمس في إخلاء محيط المطار من الزراعات من كل الاتجاهات لمسافة 5 كيلومترات باستثناء المنطقة الشمالية المتاخمة للكتلة السكانية من اتجاه البحر، إذ سيكون حرمها الآمن لمسافة 1.5 كيلومتر. وسُمع في العريش دوي انفجارات تُشبه أصوات المدفعية الثقيلة، وشوهدت تعزيزات عسكرية وأمنية تدخل المدينة. وأعلنت حال طوارئ في كل مستشفيات المنطقة، خصوصاً مستشفى العريش.