أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية صباح أمس، بدء «عملية عسكرية شاملة» في سيناء بمشاركة وحدات الجيش كافة. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أركان حرب تامر الرفاعي إن «قوات الجيش والشرطة أعلنت حالة التأهب القصوى لتنفيذ عملية شاملة بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء على الإرهاب»، في وقت قال السيسي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «أتابع بفخر بطولات أبنائي من القوات المسلحة والشرطة لتطهير أرض مصر الغالية من العناصر الإرهابية». وكان السيسي أمهل الجيش المصري ثلاثة أشهر تنتهي مطلع آذار (مارس) المقبل للقضاء على الإرهاب في سيناء عقب هجوم إرهابي استهدف «مسجد الروضة» في بئر العبد شمال سيناء، قُتل فيه أكثر من 300 مصلٍ. وتلا الناطق باسم الجيش بياناً للقيادة العامة للقوات المسلحة في ساعة مُبكرة من صباح أمس، أعلن فيه بدء عملية عسكرية شاملة شمال ووسط سيناء إضافة إلى مناطق أخرى في دلتا مصر والصحراء الغربية «بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة، وضمان تحقيق الأهداف المخطط لها لتطهير المناطق التي تتواجد فيها بؤر إرهابية وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهاب والتطرف». وأضاف أن قيادة الجيش تُهيب بالشعب المصري في المحافظات كافة «التعاون الوثيق مع قوات إنفاذ القانون لمجابهة الإرهاب واقتلاع جذوره والإبلاغ الفوري عن أي عناصر تهدد أمن الوطن واستقراره». وفي بيان ثان تلاه بعد ساعات، قال الرفاعي إن «القوات الجوية استهدفت بعض البؤر والأوكار ومخازن الأسلحة والذخائر التي تستخدمها العناصر الإرهابية قاعدة لاستهداف قوات إنفاذ القانون والأهداف المدنية في شمال سيناء ووسطها»، لافتاً إلى أن «عناصر من القوات البحرية قامت بتشديد إجراءاتها لقطع أي خطوط إمداد عن العناصر الإرهابية، إضافة إلى تشديد قوات حرس الحدود والشرطة المدنية عملياتها عند المنافذ الحدودية والمجرى الملاحي لقناة السويس». وأوضح أن عناصر مشتركة من الجيش والشرطة «عززت تواجدها قرب الأهداف والمناطق الحيوية في شتى أنحاء البلاد». وبث الجيش لقطات مصورة لطائرات حربية تقصف بؤراً إرهابية في صحراء سيناء، ومقاطع تظهر تجهيز طائرات أخرى من مختلف الطرازات الحربية بالصواريخ تمهيداً لإقلاعها، إضافة إلى إقلاع طائرات مُحملة بالجنود وقطع عسكرية وسيارات دفع رباعي، ومشاهد لقطع بحرية تُمشط السواحل المتاخمة لسيناء في شكل مستمر لمنع وصول أي إمدادات للعناصر الإرهابية. وظهرت أيضاً لقطات لتأمين بعض المنافذ ولانتشار مُكثف للحواجز الأمنية على الطرق وعند المجرى الملاحي لقناة السويس. وأوضح مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية أنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط المنشآت الحيوية والمشاريع القومية والاستثمارية ومحطات الكهرباء والمياه ودور العبادة والأماكن السياحية في جميع المحافظات والطرق الحدودية الواصلة بينها. وشهد شمال سيناء توافد أعداد ضخمة من قوات الجيش والشرطة يوم أمس وأول من أمس، وتم تعزيز الوجود الأمني ونشر الحواجز الثابتة والمتحركة في الشوارع والميادين الرئيسية كافة، وسط إجراءات تفتيش مشددة. وعززت قوات الجيش انتشارها في جنوب رفح والشيخ زويد وغرب العريش ومنعت دخول أي أفراد غير مرتبطين بسكن أو أعمال في تلك المناطق. وسُمع في العريش دوي انفجارات شبيه بأصوات المدفعية الثقيلة. وشهدت محافظة شمال سيناء استعدادات طبية مكثفة تحضيراً للعملية العسكرية. وأعلنت حال الطوارئ في جميع مستشفيات المحافظة، خصوصاً مستشفى العريش، وألغيت إجازات جميع الأطباء والممرضين، كما تم إخلاء أسرّة في مستشفى العريش، وألغيت العمليات الجراحية غير العاجلة، عدا حالات الطوارئ والحوادث. وعقد محافظ شمال سيناء اجتماعاً ضم جميع قيادات المرافق الصحية ومديري المستشفيات للتعرف إلى الإمكانات المتوافرة والحاجات الأساسية لمواجهة متطلبات وتداعيات العملية العسكرية. وأعلنت الصفحة الرسمية ل «جامعة سيناء» على موقع «فايسبوك» إرجاء الدراسة في فرع الجامعة في العريش لمده أسبوع اعتباراً من اليوم. وأطلقت دار الإفتاء في بيان دعوة مماثلة. كما دعمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العملية. وأفادت في بيان بأن «التاريخ سيسطر بأحرف من نور تضحيات رجال الجيش والشرطة». وأصدرت فاعليات وأحزاب سياسية بيانات تأييد مماثلة.