قتِل شخصان وجرح 62 آخرون بانفجار عبوتين ناسفتين وُضعتا داخل حقيبتين خلال أداء صلاة الجمعة في مسجد خليل المقصبي بمنطقة الماجوري في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وأغلقت أجهزة الأمن الشارع الرئيسي المؤدي إلى المسجد، فيما أوضحت مديرية أمن بنغازي أن التفجيرين نفذا باستخدام جهازين خليويين تم التحكم بهما من بُعد. وعلّق عضو مجلس الدولة بلقاسم قزيط بأن «تفجير المسجد الثاني في بنغازي خلال 3 أسابيع بعد مسجد ربيعة الرضوان في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي، وقبلهما مسجد سيناء في مصر، يشير إلى أن تنظيم داعش الإرهابي بلغ أقصى درجات الوحشية العقائدية». واعتبر أن «التحدي كبير ويجب أن تنهض الأمة كلها لمواجهته عبر توحيد المؤسسات الأمنية. وما أصاب بنغازي قد يُصيب مصراتة أو طرابلس غداً. مؤسف أن الطريق ما زال طويلاً ومليئاً بالآلام والدماء والدموع». في غضون ذلك، أكد الناطق باسم «الجيش الوطني الليبي» العميد أحمد المسماري، أن الرائد محمود الورفلي الذي ارتكب جريمة الإعدامات الأخيرة في حق «متهمين» بتفجير مسجد ربيعة الرضوان في بنغازي ثم سلم نفسه إلى سلطات المدينة، موجود في سجن المرج العسكري، أما مسألة تسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية فليست واردة، إذ تملك ليبيا قانوناً وقضاءً، ونطمئن المجتمع الدولي إلى أننا لن نرضى بأي عمل خارج القانون». وعن وجود تنظيم «داعش» في ليبيا، قال المسماري إن هناك أدلة دامغة بوجود محاولات لنقل عناصر التنظيم من سورية والعراق إلى ليبيا، وزاد: «تنتشر مجموعات حول الهلال النفطي، لأن التنظيم يحتاج ورقة للضغط على المجتمع الدولي». وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون محاربة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، حذر خلال عرضه تقريراً على مجلس الأمن، عن التهديد الذي يمثله «داعش» على السلام والأمن الدوليين، من عودة التنظيم إلى ليبيا، وقال: «يتنامى تهديد داعش خارج العراق وسورية. وأظهر موالون له في مصر قدرة كبيرة على مواصلة نشاطهم وباتوا يمثلون تهديداً متزايداً، وهم لا يزالون عازمين على إعادة بناء قدراتهم في ليبيا، حيث يواصلون شن هجمات». وتابع أن «التهديد المتنامي لداعش يمثل تحدياً صعباً للدول الأعضاء في الأممالمتحدة، والمجتمع الدولي يشدد على الأهمية الحيوية لتبادل المعلومات حول هوية المسلحين الإرهابيين الأجانب العائدين إلى بلدانهم أو المنتقلين إلى دول أخرى». ودعا فورونكوف أعضاء الأممالمتحدة إلى مضاعفة الجهود لتعزيز التعاون الدولي من أجل التصدي للإرهاب والتطرف العنيف، و «تقديم المسؤولين عن الهجمات المروعة إلى العدالة». إلى ذلك، أيّد وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، إجراءات الأمن المكثفة التي تفرضها سلطات بلاده على الحدود مع ليبيا، من أجل منع تسلل عناصر إرهابية. وأشار إلى «الكوارث الأمنية الناتجة من انقسام ليبيا بين أكثر من حكومة وجيش»، محذراً من أن هذا الوضع «سيتسبب في أحداث قد تنتهي بانهيار ليبيا في حال عدم التوحد تحت حكومة واحدة وجيش واحد».