قصفت طائرات وزوارق حربية يمنية أمس مواقع يُعتقد انها لتنظيم «القاعدة» بالقرب من مدينة زنجبار الجنوبية، التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم. وقال شهود، وهم من سكان القرى المجاورة، «ان قصفاً من الجو والبحر استهدف منطقتي باجدار والخلا، شرق زنجبار، يعتقد ان مسلحين من القاعدة يتحصنون في هاتين المنطقتين». وتمكن مسلحون من التنظيم من السيطرة على زنبجار عاصمة محافظة ابين الجنوبية التي لا تزال تشهد مواجهات عنيفة بين المسلحين وقوات يمنية محاصرة. وكان جُنديان يمنيان قُتلا في انفجار قذيفة صاروخية أطلقها مسلحون من «القاعدة» على ثكنة اللواء 25 ميكانيكي المحاصر في زنجبار كما أفاد ضابط في الثكنة. وقال الضابط لوكالة «فرانس برس» ان «جنديين قتلا امام بوابة اللواء 25 ميكانيكي بقذيفة آر بي جي» أطلقها المسلحون الذين يسيطرون على المدينة ويحاصرون الثكنة. وذكر الضابط ان «الجيش ينفذ قصفاً هو الاعنف على مواقع المسلحين خصوصاً موقع الكود في المسيمير القريب من زنجبار». وقتل اربعة عسكريين، بينهم عقيد، في كمين نصبه عناصر من «القاعدة» ليل الاحد الاثنين على مشارف زنجبار حيث اسفر القتال منذ الجمعة عن مقتل 29 عسكرياً ومدنيا، اضافة الى عدد غير محدد من قتلى المسلحين المتطرفين. وذكرت مصادر قبلية ل»فرانس برس» ان حوالى مئتي مسلح من قبائل ابين يدعمون اللواء 25 ميكانيكي، المحاصر في زنجبار. وقال خالد الجعدني، من ابناء القبائل، «لا يمكن ان نسلم عاصمة محافظتنا الى القاعدة»، مشيراً الى ان قائد اللواء 25 ميكانيكي من ابناء قبيلة الكازمي من مدينة مودية في ابين. وقال أحد السكان: «جاء نحو 300 اسلامي متشدد ورجال من تنظيم القاعدة الى زنجبار وسيطروا على كل شيء الجمعة». وقال سكان لوكالة «رويترز» ان المياه والكهرباء انقطعت عن المدينة وان السكان يفرون الى البلدات المجاوة. فض اعتصام تعز وأفادت أنباء عن مقتل عشرين متظاهراً على الاقل خلال اقتحام ساحة الاعتصام في مدينة تعز الجنوبية بالقوة ليل الاحد. وذكر أحد قياديي الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام في تعز ان «عشرين قتيلاً على الاقل سقطوا في المواجهات من السادسة مساء الاحد حتى الرابعة فجر الاثنين». وتشمل هذه الحصيلة الجديدة ثلاثة قتلى من المحتجين سقطوا مساء الاحد امام مركز للشرطة بالقرب من ساحة الاعتصام. وذكر شهود عيان لوكالة «فرانس برس» ان الدبابات والمدرعات تنتشر حالياً في الساحة بعدما تم طرد المحتجين المعتصمين فيها منذ كانون الثاني (يناير)، فيما المتظاهرون متجمعون على اسطح البنايات المجاورة. وأكد عدد من قياديي شباب «الثورة السلمية» ان «الحركة الاحتجاجية لن تتوقف ابدا». وكانت الدبابات والمدرعات هاجمت «ساحة الحرية» تحت غطاء نيران كثيفة فيما اقدم عسكريون على اضرام النار في الخيم التي نصبها المحتجون وتم اخلاء الساحة. وتم تعقب واستهداف مئات المتظاهرين الذين حاولوا الهروب من الساحة عبر الشوارع المجاورة، كما تم اعتقال عدد منهم. وذكر مصدر طبي ان عدد الجرحى «يتجاوز مئتي جريح» وان حوالى 37 جريحاً بينهم من هم في حالة حرجة كانوا في المستشفى الميداني الذي اقامه المحتجون في مكان الاعتصام، اعتقلوا فيما تم تخريب المكان. وقالت الناشطة بشرى المقطري: «انها مجزرة... تم سحل الجرحى بالقوة في الشارع لاعتقالهم مع صحافيين كانوا متواجدين في فندق يقع بالقرب من الساحة بينهم مصور قناة العربية محمود طه». وقالت «رويترز» ان الشرطة اليمنية استخدمت الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحتجون امام مبنى للبلدية للمطالبة بالافراج عن احد المحتجين الذي اعتقل السبت. وتعز، التي تقع على مسافة 270 كلم جنوب غربي صنعاء من اكبر مدن اليمن، شكلت على مدى الشهور الماضية معقلاً من ابرز معاقل الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام وبرحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وخلال الليل، أصدرت احزاب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) بياناً اكدت فيها استنكارها ل»استمرار الرئيس صالح وما تبقى له من قوات عسكرية وأمنية ومليشيات مسلحة في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الانسانية المستهدفة شباب الثورة الشعبية السلمية في ساحات التغيير وميادين الحرية والآمنين من النساء والأطفال والشيوخ في منازلهم وقراهم». وأكدت المعارضة ان «هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم ويتم رصدها وتوثيقها ولن يفلت من الملاحقة القضائية وعقاب العدالة مرتكبوها ومن دعمهم بالمال والسلاح» كما حمّلت صالح «شخصياً مسؤولية جرائمه المستمرة ضد أبناء الشعب». وناشدت المعارضة المجتمع الدولي ومجلس الامن «اتخاذ قرارات ومواقف حاسمة تحمي أبناء اليمن من هذه الهستيريا وإيقاف نزيف الدم واحباط مخططات صالح الرامية لاحداث فوضى عارمة واشعال الفتن والحروب». الصمود في المقابل تراس صالح اجتماعات لقيادات القوات العسكرية الموالية مساء الاحد ودعاهم الى «الصمود ومواجهة التحدي بالتحدي». وفي صنعاء قال سكان انه سمع دوي سبعة انفجارات ليل الاثنين في منطقة الحصبة التي شهدت قتالا على مدى اسبوع بين قوات صالح وخصمه القبلي الشيخ صادق الاحمر قُتل خلالها 115 شخصا. ودان الاحمر في المقابل ما وصفه ب»مذبحة صالح الجديدة ضد المدنيين في تعز»،. وسلّم رجال الاحمر مساء الاحد السيطرة على مبنى حكومي لوسطاء في اطار اتفاق لوقف اطلاق النار. ودعت مجموعة عسكرية منشقة وحدات الجيش الاخرى الى الانضمام اليها في القتال لاسقاط صالح لتزيد الضغط عليه لانهاء حكمه المتواصل منذ ثلاثة عقود. وعلى رغم مطالبات القوى العالمية والاقليمية له بالتنحي رفض صالح توقيع اتفاق رعاه مجلس التعاون الخليجي يتضمن نقل السلطة وتفادي حرب اهلية من شأنها ان تثير الاضطراب في المنطقة الغنية بالنفط. وقالت وحدات الجيش المنشقة في بيان قرأه اللواء عبدالله علي عليوة وزير الدفاع السابق «ندعوكم للانضمام الى اخوانكم في القوات المسلحة الذين ساندوا الثورة الشبابية كما ندعوكم لعدم الرضوخ للاوامر التي تصدر لكم للدخول في مواجهات مع بعضكم او مع الشعب وندعو بقية قادة الوحدات العسكرية لتأييد الثورة.» وبدأ قادة في الجيش ومسؤولون حكوميون في الانشقاق على صالح بعدما بدأت قواته الامنية حملتها العنيفة على المحتجين في آذار (مارس). ولم تقع اشتباكات كبيرة بعد بين القوات المنشقة على صالح وتلك الموالية له. ويتهم ديبلوماسيون وجماعات معارضة الرئيس اليمني باستغلال التهديد بتنظيم «القاعدة» في الحصول على مساعدات من قوى اقليمية تسعى للاستعانة بحكومته في محاربة المتشددين. وقال محللون ان هناك مخاوف متزايدة من أن يستغل التنظيم المتمركز في اليمن الاوضاع في تنفيذ تفجيرات.