أكدت مصادر لبنانية وفرنسية ل «الحياة» أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان متوقعة في 12 و13 نيسان (أبريل). وسيلتقي جميع القيادات اللبنانية، وتسبقها زيارة تحضيرية لوزير خارجيته جان إيف لودريان في آذار (مارس). وشرح مصدر فرنسي رفيع متابع للإعداد للمؤتمرات ل «الحياة» أن قبل زيارة الرئيس الفرنسي هناك مؤتمران لدعم لبنان: مؤتمر «سيدر» في باريس في الأسبوع الأول من نيسان ومؤتمر روما لدعم الجيش وقوى الأمن. وتسعى باريس مع إيطاليا للنظر في ما يمكن الإعلان عنه في روما. أما الشق الاقتصادي فمرتبط بمؤتمر «سيدر»، وهو ليس مؤتمر مانحين، بل مؤتمر مستثمرين، للنظر في حاجات الاقتصاد اللبناني والتوصل الى اتفاق حول الأولويات في القطاعات. وتريد باريس أن تجمع، ليس فقط ممثلين عن دول، بل ممثلين عن القطاع الخاص والمنظمات الدولية. وقال المسؤول إن السفير بيار دوكين المعين للتحضير لمؤتمر «سيدر» جال على الدول الأوروبية ثم الولاياتالمتحدة حيث التقى مسؤولين في الأممالمتحدة والبنك الدولي وواشنطن. كما جال على دول الخليج خلال الأسبوع الماضي فزار السعودية والإمارات والكويت وقطر، ووجد ترحيباً من هذه الدول للمسعى الفرنسي وردود فعل إيجابية. وعلمت «الحياة» من مصادر أخرى أن الأمور كانت أكثر تعقيداً في ردود فعل دول الخليج بالنسبة إلى دعم مؤتمر الجيش وقوى الأمن في روما من دون تحديد أي نوع من التعقيد. وقال المصدر إن باريس كانت حذرة بالنسبة الى تقديم مؤتمر «سيدر» للدول الخليجية، لأن الفكرة لم تكن الطلب منها ما هو المستوى المالي الذي بإمكانها أن تضعه للبنان، بل إذا كانت مستعدة للمشاركة، وهل هي مستعدة للنظر في أولوية القطاعات. وأكد المصدر أن هناك رسالة قوية ينبغي أن تمر خلال هذا المؤتمر وهي ضرورة الإصلاحات في لبنان الذي لن يحصل على شيك على بياض، لا الآن ولا بعد الانتخابات فكل ذلك مشروط بجدول أعمال إصلاحات. وقال المسؤول إن المؤتمر سيتم عقده شهر قبل الانتخابات في لبنان، والحكومة المقبلة ستكون أمام خريطة طريق من المستثمرين من القطاع الخاص والعام مع أولويات مشروطة بإدخال الإصلاحات على صعيد الشفافية في المناقصات العامة، وتعزيز القطاع القضائي. ومستوى الدين العام في لبنان، بحسب المصدر، يؤدي الى قلق، ولكن على رغم ذلك لا تشعر باريس أن هناك تعطيلاً معيناً من أي جانب، لا من دول الخليج، ولا من البنك الدولي، فالكل مدرك أنه يجب القيام بعمل معين من أجل لبنان. الى ذلك أكدت باريس أن الخارجية الأميركية متفقة تماماً مع باريس حول ضرورة مساعدة لبنان. وكان مساعد وزير الخارجية دافيد ساترفيلد زار باريس قبل زيارته بيروت وتمت مناقشة عدد من أمور المنطقة منها لبنان وسورية.