أظهرت دراسة علمية نشرت نتائجها اليوم (الخميس) أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يساعد البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي على الالتصاق بخلايا الشعب الهوائية، ما يزيد خطر الإصابة بالمرض. ولم تجر هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «يوروبيان ريسبيراتوري جورنال» مقارنة بين أثر تدخين السجائر الالكترونية مع تلك المكونة من التبغ. غير أن الخلاصات بينت أن مدخني السجائر الالكترونية قد يواجهون خطراً أكبر للإصابة بالتهاب رئوي مقارنة مع الأشخاص الذين لا يستخدمون هذه السجائر. وقال جوناثان غريغ من جامعة «كوين ماري» في لندن، وهو أحد معدي الدراسة، إنه «اذا ما اخترتم تدخين السجائر الالكترونية... فإن هذا يؤشر إلى ازدياد في خطر التعرض لبكتيريا من المكورات الرئوية». وأجرى غريغ وفريقه ثلاثة أنواع من الاختبارات، أحدها قام على تعريض الخلايا المبطنة في الأنف البشري لبخار سيجارة الكترونية في المختبر، فيما استخدمت في الثانية فئران تنشقت البخار قبل تعريضها لبكتيريا من المكورات الرئوية وهي المسبب الرئيس للالتهاب الرئوي. أما التجربة الثالثة فقامت على مقارنة الخلايا المبطنة في الأنف البشري إثر تنشق 11 سيجارة إلكترونية مع تلك الموجودة لدى ستة أشخاص لا يدخنون السجائر الالكترونية. ولاحظ الفريق ازدياداً طفيفاً في نسبة البكتيريا الملتصقة بالشعب الهوائية بعد التعرض لدخان السجائر الالكترونية. وبينت دراسات سابقة أن مثل هذا التعرض يزيد خطر الاصابة بالأمراض. وقال غريغ إن «بعض الأشخاص يدخنون السجائر الالكترونية اعتقاداً منهم أنها غير مضرة أو في محاولة للإقلاع عن تدخين التبغ، غير أن هذه الدراسة تعزز الأدلة المتوافرة على إمكان تسبب تدخين السجائر الالكترونية بأضرار صحية». وأضاف: «للمفارقة، لم تؤد أساليب أخرى للمساعدة على الإقلاع عن التدخين مثل لصقات (النيكوتين) أو العلكة إلى تعريض خلايا لمستويات تركيز مرتفعة لمركبات سامة محتملة». وبينت دراسة أميركية الشهر الماضي أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان لأنه يلحق الضرر بالحمض النووي، على رغم كونه يحوي كميات أقل من المواد المسرطنة مقارنة مع دخان التبغ. ولم تجر هذه الدراسة أي مقارنة بين آثار تدخين التبغ وتلك العائدة للسجائر الالكترونية. وفي تعليق على نتائج الدراسة الأخيرة، أوضح أستاذ الطب التجريبي في كلية «امبريال كولدج» في لندن أن الأدلة إلى زيادة تدخين السجائر الإلكترونية لخطر الإصابة بأمراض رئوية «كلها غير مباشرة». وقال عبر مركز «ساينس ميديا سنتر» إنه «على رغم أنه من الممكن أن يزيد تدخين السجائر الالكترونية خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، فإن الأثر أدنى من ذلك العائد لتدخين التبغ».