قال وزير خارجية السودان إبراهيم الغندور اليوم (الخميس)، إن الطريق ممهدة لعودة سفير بلاده إلى القاهرة «قريباً جداً». وكانت الخرطوم استدعت سفيرها في القاهرة الشهر الماضي للتشاور بسبب نزاع مع القاهرة على مثلث حلايب وشلاتين الحدودي، وما بدا أنه خلاف بين الجانبين حول حصة مصر من مياه النيل. وقال الغندور اليوم في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد اجتماع في القاهرة ضم رئيسي جهازي الاستخبارات العامة في البلدين إن «الطريق ممهدة لعودة السفير السوداني في أي وقت». ووصف الاجتماع الرباعي بأنه «بداية لحلحلة كل المشكلات التي استدعت استدعاء السفير إلى الخرطوم»، مشيراً إلى أن «السفير سيعود قريباً جداً وليس قريباً فقط»، فيما قال شكري: «تحدثنا في كل الموضوعات بشكل صريح وشفاف». ونفي الوزير السوداني أي نية لمنح تركيا قاعدة عسكرية في ميناء سواكن السوداني المهمل على البحر الأحمر أو في أي مكان آخر في السودان. وقال: «سواكن كاسم ليست جزيرة، وهي مدينة وميناء قديم جداً ولها امتداد داخل البحر الأحمر وهذه الجزيرة كانت مقراً لرئاسة المحافظة في عهد الإمبراطورية العثمانية». وأضاف أنه «لم يكن هناك أي حديث (خلال زيارة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان في كانون الأول/ديسمبر) حول تعاون عسكري في هذه الجزيرة»، مشدداً على أنه «لم يكن هناك أي حديث على الإطلاق حول قاعدة عسكرية تركية لا في الجزيرة ولا في غيرها ولا في أي مكان في السودان». وكان الغندور قال في كانون الأول إن تركيا ستشيد حوضاً بحرياً لصيانة السفن المدنية والحربية في سواكن بعد أن تعيد بناء الميناء، مشيراً إلى أنه من الممكن قيام شكل ما من أشكال التعاون العسكري بين البلدين. وزار أردوغان سواكن خلال وجوده في السودان وقال إن تركيا ستعيد بناء الميناء كموقع سياحي ونقطة عبور للحجاج إلى مكة عبر البحر الأحمر. وقال السودان ومصر في بيان مشترك قرأه شكري في المؤتمر الصحافي اليوم إن «الجانبين أكدا أهمية معالجة شواغل الطرفين في إطار من الأخوة والتشاور والتنسيق البناء على المستويات السياسية كافة، وبهدف إيجاد حلول مستدامة». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر حسن البشير اتفقا على الاجتماع الرباعي الذي عقد اليوم خلال قمة بينهما عقدت على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس ابابا الشهر الماضي. وقال وزير الخارجية السوداني في المؤتمر إنه يعتبر الاجتماع الرباعي وهو الأول من نوعه «نقطة تاريخية مضيئة في علاقات البلدين». ويطالب السودان بمثلث حلايب وشلاتين منذ العام 1958، بينما تقول القاهرة إنه أرض مصرية ورفضت في 2016 بدء مفاوضات لتحديد الحق في السيادة على المنطقة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي في شأنها.