دعا «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الليبيين إلى القتال ضد اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يشن حملة ضد الميليشيات الإسلامية في شرق ليبيا. واعتبر التنظيم أن حفتر «يحارب الإسلام»، بعدما شن اللواء المتقاعد في الجيش الليبي الشهر الماضي، هجوماً على الميليشيات الإسلامية في بنغازي في عملية أطلق عليها اسم «حملة الكرامة». وورد في بيان نشره التنظيم في عدد من المواقع الإسلامية على الإنترنت: «ندعو أهلنا من القبائل الليبية الأبية إلى البراءة من الخائن حفتر، ومنع أبنائها من التلطخ بدم إخوانهم الساهرين على أمنهم، الساعين إلى تطبيق شريعة ربهم، رغم الحصار والتشويه المفروض عليهم». وأتهم البيان مصر وأميركا والخليج والجزائر بدعم حفتر الذي «دعا إلى محاربة الإسلام بذريعة محاربة الإرهاب، وقتل شباب الإسلام المطالبين بتحكيم الشريعة، تحت غطاء تطهير ليبيا من التكفيريين والمتطرفين». وأضاف البيان إن «عدوان المجرم حفتر على إخواننا وأهلنا في ليبيا، هو في حقيقته مخطط صليبي لوأد مشروع تطبيق الشريعة في مهده وفرض مناهج كافرة على المسلمين في ليبيا». في المقابل، عقد حفتر مؤتمراً صحافياً في مدينة الأبيار، أكد فيه مواصلة حملته للقضاء على «الإرهاب». واعتبر حفتر أن الليبيين أعطوه تفويضاً لشن هذه الحملة من خلال تظاهراتهم الداعمة له يوم الجمعة الماضي، وشكرهم على هذا التفويض. وأشار إلى أن لديه أدلة على تورط الفصائل المسلحة التي يحاربها في أعمال القتل في بنغازي، لكنه شدد على أن هذه الأدلة ستبرز في توقيت مناسب. يأتي ذلك في وقت شنت مقاتلات في سلاح الجو التابع لقوات حفتر ثلاث غارات جوية على أهداف لكتائب الثوار وقوات نظامية متحالفة معها في مدينة بنغازي أمس. وقال الناطق باسم «غرفة عمليات ثوار ليبيا» أحمد الجازوي إن «مقاتلات حفتر قصفت ثلاثة أهداف للثوار والجيش الوطني النظامي، من بينها مقار قريبة من مواقع للمدنيين». وأوضح أن هذه المقاتلات قصفت مقر «كتيبة شهداء 17 فبراير» في منطقة القوارشة عند المدخل الغربي لمدينة بنغازي، من دون أن يخلف القصف ضحايا، إضافة إلى قصر ولي عهد ليبيا السابق في منطقة قاريونس، ومقر «الكتيبة 204 دبابات» التابعة للجيش النظامي في منطقة الرحبة في الفويهات الغربية وسط مدينة بنغازي. و «غرفة عمليات ثوار ليبيا» هي ائتلاف لكتائب الثوار السابقين كافة الذين قاتلوا لإسقاط حكم معمر القذافي في عام 2011. وأكد قائد عمليات سلاح الجو التابع لقوات حفتر العميد صقر الجروشي وقوع هذه الغارات، قائلاً إنها «أصابت أهدافها في شكل مباشر وبدقة عالية»، لافتاً إلى أن «قصر ولي العهد كانت توجد فيه قوات تابعة لجماعة أنصار الشريعة». ويقع قصر ولي العهد قرب معهد ناجي أنفوناس العالي للمهن الشاملة. وقال شهود إن شظايا تساقطت في المعهد، من دون أن تخلف ضحايا كونه خالياً من الطلاب. وقال الجروشي إن «عملية الكرامة مستمرة إلى حين القضاء على الإرهاب في ليبيا». وأفاد شهود بأن مقاتلة حلقت في محيط المعسكر، ومن ثم سمع دوي انفجارين هزا المنطقة، فيما انطلقت مضادات أرضية. يذكر أن «الكتيبة 204 دبابات» هي كتيبة نظامية من العسكريين في رئاسة الأركان العامة، لكن آمرها أعلن معارضته ل «حملة الكرامة» ووقوفه إلى جانب الثوار. واعتبرت السلطات الليبية حفتر خارجاً عن القانون، إلا أنه كسب تأييد وحدات من الجيش النظامي والقوات الجوية، بهدف القضاء على «الإرهاب» في مدينة بنغازي. وتبسط ميليشيات يهيمن عليها الإسلاميون سلطتها في ليبيا منذ إطاحة نظام العقيد معمر القذافي. ولم تتمكن السلطات الانتقالية إلى الآن من تشكيل جيش وشرطة منضبطين. وينذر تصاعد العنف بإغراق البلاد في حرب أهلية وسط تصاعد الصراع بين ميليشيات متنازعة في بلد يعج بالسلاح. وإضافة إلى أعمال العنف التي تهز البلاد، تواجه ليبيا أزمة سياسية مع حكومتين تتنازعان السلطة. وقرر المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) تحت ضغط الشارع إجراء انتخابات في 25 حزيران (يونيو) الجاري، بعد رفض قراره التمديد لأعضائه حتى كانون الأول (ديسمبر) 2014 اثر انتهاء ولايته في شباط (فبراير) الماضي.