انسجاماً مع أهدافها التي تصبّ في توظيف الفكر لخدمة قضايا التنمية البشرية في مختلف مجالاتها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والتعليمية، وانطلاقاً من مسارها الطويل المهتمّ بمنتديات التربية والتعليم، نظّمت «مؤسسة الفكر العربي»، المنتدى التربوي للتطوير التربوي 2011 في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع مشروع «تمام»، الذي يختتم اليوم. واعتبر رئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام للمؤسسة سليمان عبد المنعم خلال الافتتاح مساء أول من أمس، أن «هذا المنتدى ينعقد في نسق الاستراتيجية التي اعتمدتها مؤسسة الفكر العربي لعِقدها الزمني الثاني الذي بدأته هذا العام، وهي الاستراتيجية التي تسعى لتحصيل الفكر وتكوين الرؤى، بالبناء على المعرفة من مظانها الوثيقة، ثم تفعيل هذه الرؤى الى مشاريع وبرامج على الأرض». وأضاف أن هذه «الاستراتيجية ترسّخ نهج المؤسسة منذ قيامها للإسهام في بناء الإنسان القادر على صناعة النهضة عربياً، بالفكر والابتكار حتى غدا هذا التوجّه بنداً حاضراً في كل فعالياتها». وأضاف: «حيث تمثل مؤسسة التربية والتعليم المرجعية الأكثر تأثيراً في صناعة الأجيال، خلال سني التكوين والرشد، يصبح التعليم على رأس أولويات الدول بحسبان أن الاستثمار الأمثل هو في رأس المال البشري لخدمة مشروع النهضة». وتابع: «إذا كانت إنجازات وطننا العربي في هذا الميدان لا تزال دون حدّ الرضا، فإننا لا يجب أن نغفل عن الإرهاصات الناجحة في الكثير من ربوع الوطن والتي يتبنى منتداكم فحص نماذج منها وتقويمها، وفي الوقت ذاته يتم النظر في مشاريع الغير». وأكد في ختام كلمته، أن مجلس إدارة المؤسسة قرر تعميم أبحاث المنتدى على دوائر الاهتمام في كل الوطن العربي، من أجل تعميم الفائدة بتوظيف الرؤى الرصينة في أكبر مساحة عربية ممكنة. ورأى عضو مجلس أمناء المؤسسة الشيخ خالد التركي أن هذا المنتدى المبني على مشروع «تمام» بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، يتميز بسمتين أساسيتين. «السمة الأولى لهذا المنتدى أنه ينقلنا من أسلوب التنظير الى أسلوب عرض وتحليل التجارب الميدانية واستعراض الخبرات المكتسبة. أما السمة الثانية، فهي أن المنتدى يركز على التطوير التربوي الذي ينطلق من القاعدة الى القمة لأنه التطوير الأكثر ملامسة للواقع والأصدق في التعبير عن الصعاب والتحديات اليومية التي تزخر بها الحياة في المجتمع المدرسي»، كما شرح التركي. وفي تقديمها لحفلة الافتتاح، أشارت المشرفة على المنتدى والأمينة العامة المساعدة في المؤسسة منيرة الناهض، الى أن هذا المنتدى يسعى للتعريف بالمبادرات التربوية العربية، ولبناء جسور التواصل بين المتخصصين التربويين والمساهمة في إطلاق حوار عربي حول التطوير التربوي. ولفت وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت أحمد دلال، الى أن مشروع «تمام» هو «جهد تعاوني بمشاركة مدارس وجامعات ووزارات تعليم في ست دول عربية، لمشاركة أفكار وتجارب تتّصل بالإصلاح التعليمي» الذي اعتبر أنه يتمّ في الدول العربية استناداً الى تجارب في بلدان أخرى، متجاهلاً بذلك «الاعتراف بالاختلافات الثقافية المهمة». وقال إن «مشروع تمام يستهدف إعادة وصل (الجانب) النظري بالعملي»، ويساعد في «تنمية المواهب الأساسية، مثل القيادة، والتفكير النقدي والخلاق، والتخطيط واتخاذ القرارات». وناقش المنتدى على مدى الأيام الثلاثة قضايا تتعلق بالتطوير التربوي المستند الى المدرسة، بحضور خبراء وأساتذة وباحثين من 7 دول عربية هي المغرب وقطر ولبنان والأردن والسعودية وعُمان ومصر. وعرضت خلال المنتدى أيضاً، تجارب متميّزة عربية وأجنبية أهمها تجربة الخبيرة التربوية ليندا لامبرت.