انعقد في بيروت على مدى ثلاثة أيام المنتدى العربي للتطوير التربوي الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع مشروع التطوير التربوي المستند إلى المدرسة في العالم العربي "تمام" والجامعة الأميركية في بيروت، تحت عنوان "تمكين التربويين العرب لقيادة التطوير المستند إلى المدرسة". رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل أكد في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام للمؤسسة الدكتور سليمان عبدالمنعم، أن انعقاد هذا المنتدى يأتي ضمن الاستراتيجية التي اعتمدتها المؤسسة منذ تأسيسها قبل عقد ونيف من أجل تحصيل الفكر وتكوين الرؤى وتفعيلها إلى مشاريع وبرامج على الأرض. وشدد على دور مؤسسات التربية والتعليم في صناعة الأجيال وأهمية الاستثمار في التعليم لخدمة مشروع النهضة وبناء الشخصية العصرية. كما أعلن عن قرار مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي تعميم أبحاث هذا المنتدى على دوائر الاهتمام في كل الوطن العربي لتعميم الفائدة بتوظيف الرؤى الرصينة في أكبر مساحة عربية ممكنة. شارك في المنتدى وزراء تربية عرب ونخبة من الممارسين التربويين في القطاعين العام والخاص، وباحثون وأساتذة جامعيون وممثلون عن مؤسسات تعليمية رسمية عربية وعن منظمات دولية وإقليمية، ومهتمون بمشاريع التطوير التربوي المستند إلى المدرسة والداعمين لها، إضافة إلى ممثلين عن سبع وزارات تربية وتعليم عربية. المنتدى افتتحت أعماله الأمينة العامة المساعدة في مؤسسة الفكر العربي، المشرفة على المنتدى، الدكتورة منيرة الناهض التي أكدت في كلمتها الافتتاحية أن الهدف من هذا اللقاء هو التعريف بالمبادرات العربية التربوية لبناء جسور من التواصل ما بين المتخصصين التربويين، والإسهام في إطلاق حوار عربي حول التطوير التربوي المستند إلى المدرسة. وكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور أحمد دلال ألقى كلمة الجامعة الأميركية في بيروت، وركز فيها على أهمية التطوير التربوي المستند إلى المدرسة وإرساء نظريات وأساليب تطبيق جديدة في القيادة التربوية تفيد عملية الإصلاح التربوي في الوطن العربي، مشيراً إلى أن هدف مشروع "تمام" هو الربط ما بين النظري والتطبيقي وتعزيز مهارات القيادة وخلق أفكار نقدية يسهم فيها المعلمون على مستوى القيادة الجماعية وهي تساعد على تطوير أدائهم وأداء تلامذتهم أيضاً، مؤكداً أن الأهداف مشتركة وهي تثقيف التلامذة وخدمة المجتمع العربي. بعده تحدث عضو مجلس أمناء وعضو مجلس إدارة مؤسسة الفكر العربي الشيخ خالد التركي، الذي أكد اهتمام المؤسسة بمشروعات التعليم كأحد أبرز مجالات عملها منذ انطلاقتها، وتخصيصها مؤتمراً سنوياً للتعليم منذ عشر سنوات، مشيراً إلى عدد من المشاريع التربوية لدى المؤسّسة وآخرها مشروع "عربي 21" الذي يُعنى بتطوير تعلم اللغة العربية، إضافة إلى مشروع "تمام" الذي يمثّل نهجاً مختلفاً في معالجة قضايا التربية والتعليم، وهو يتميّز بسمتين أساسيتين، الأولى أنه ينقلنا من أسلوب التنظير إلى أسلوب عرض وتحليل التجارب الميدانية واستعراض الخبرات المكتسبة، والثانية أنه يركز على التطوير التربوي المنطلق من القاعدة إلى القمة. بعدها ألقت الخبيرة التربوية الدولية ليندا لمبرت مداخلة قيمة حول أساليب التطوير التربوي والنظريات الحديثة في مجال القيادة الجماعية المنتجة، ثم انتقل المشاركون إلى جلسة المقهى العالمي حيث جرت مناقشة أفكار وآليات تحقيق التطوير التربوي المستند إلى المدرسة في مناطقهم، كما تضمّن المنتدى جلسات وندوات وعروضاً وملصقات لمبادرات تربوية مختلفة.