طبّقت مقاه عدّة المثل القائل «مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد»، ب «مخالفة» الأنظمة، من أجل «الكسب المادي» بعد امتناعها قبول طلبات الشيشة (المعسّل) من الزبائن، وإجبارهم على طلب «أنبوب خاص للاستخدام الواحد»، يكلّف ستة ريالات تضاف إلى القيمة الفعليّة للشيشة. وأثار ذلك تساؤلات بين شريحة كبيرة منهم. وهو ما تجاوزته المقاهي ب «تبريرات وهمية»، موضحة أن ذلك تماشياً مع تعليمات وردتها من البلدية، بعد منعها تقديم الأنابيب متعددة الاستخدام، خوفاً من انتقال الأوبئة. وعمدت المقاهي إلى استغلال المخاوّف من ظهور أمراض وأوبئة في بعض مناطق المملكة. ووضعت طلب أنابيب الشيشة ذات الاستخدام الواحد ضمن الطلبات المكمّلة، حين طلب «الشيشة» بقيمة ستة ريالات، بعد أن كان طلبها اختيارياً من الزبائن وبلا مقابل. ما أثار تساؤلات عدّة، واستغراباً من أسباب هذا الإجراء «المخيف» كما أسماه بعضهم. فيما بررت المقاهي خطوتها ب «ورود تعاميم وتعليمات من البلدية، بضرورة الحفاظ على الصحّة، ومنعاً لانتشار الفايروسات المتعددة». وتناقل زبائن تساؤلات عدة، حول إمكان انتقال الفايروسات عبر الأنابيب المخصصة للشيشة التي كانوا يستخدمونها لفترة طويلة، ما يدلّ على غياب رقابة الجهات المختصة، ومحاولتها «تكحيلها» حتى «أعمتها» بالسماح لهذه المقاهي ب «استغلال الفرصة»، وفرض رسوم على الأنابيب الصحيّة، التي يفترض طلبها مجاناً كما في السابق، إضافة إلى ضرورة معرفة إن كان هناك حالات مصابة من طريق استخدام أنابيب الشيشة متعددة الاستعمال. ووصف سعد القحطاني (أحد روّاد مقاهي الشيشة)، فرض هذا القرار ب «الظالم، لما فيه من تلاعب وغياب الرقابة عليه من الجهات المسؤولة، وبخاصة حينما يصل سعر الشيشة وأنبوب الاستخدام الواحد إلى نحو 46 ريالاً، في وقت لا يتجاوز الساعة، مطالباً وزارة التجارة بالتدخّل، إضافة إلى عمل زيارات ميدانية من البلديات، وإجبار تلك المقاهي على توزيع تلك الأنابيب مجاناً، وعدم استغلال انتشار الفايروسات وبيعها بمقابل مادي». وذكر فواز اليامي (يتردد على أحد المقاهي) أنّه بدأ في شراء شيشة خاصّة، واستخدمها في منزله، مؤكداً أن ذلك «تلاعب» واضح، لكن أين الرقابة منه؟. بدورها، نفت بلدية الخبر صحّة ما يتم تداوله، حول منعها مقاهي الشيشة من استخدام الأنابيب متعددة الاستعمال لأية أسباب سابقة، إضافة إلى فرضها ضرورة تطبيق نظام تقديم الأنابيب ذات الاستعمال الواحد ب «مقابل مالي حفاظاً على الصحة وخوفاً من انتقال الفايروسات»، موضحة أن الأنابيب ذات الاستخدام الواحد معروفة لديها، وكان طلبها اختيارياً من الزبائن وبحسب رغبتهم، مستبعدة أن يكون قد صدر من طرفها «تعميم» بهذا الشأن، الأمر الذي أسمته «تلاعباً» من دون التحرّك لتدارك الأمر، وفرض رقابة على أقلّ تقدير. وقال رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملا، في تصريحٍ إلى «الحياة»: «إن الأنابيب ذات الاستخدام الواحد كانت موجودة من السابق في المقاهي، ويعد طلبها من الزبائن «اختيارياً» من دون مقابل مادي». وأضاف: «بعد التأكد لا يوجد فرض على المقاهي بخصوص هذا الشأن»، لافتاً إلى أن أنابيب الاستخدام الواحد موجودة من السابق في المقاهي واختيارية بحسب طلب الزبون، ولا يوجد أي تعميم بهذا الشأن»، مشيراً إلى أن هناك استغلالاً من بعض العاملين بالمقاهي هذه الأيام. «التجارة»: التعقيم والتنظيف «شأن طبي»! ذكر مصدر في وزارة التجارة أن مقاهي «الشيشة» ليست ضمن مسؤولياتهم، موضحاً أن مراقبتها ومتابعة إجراءاتها يعود إلى البلديات أو أمانات المناطق، مستبعداً تكثيف الحملات الرقابية على المحال التجارية التي استغلّت موجة الفايروسات، وقامت بالتسويق لمنتجاتها، وبخاصة المنظفات ومواد التعقيم، عازية السبب إلى أنها «إجراءات وقائية». وقال المصدر ل «الحياة»: «لم نرصد أية مخالفة بهذا الشأن حتى الآن»، لافتاًً إلى أن أمور التعقيم والتنظيف «شأن طبي»، ويجب متابعته من وزارة والصحة، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى تقويمها، ومعرفة مدى فاعليّة بعض المواد الطبيّة مع ما يوازيها من فايروسات أو أمراض، وهي بدورها توضّح أهمية اقتنائه من عدمه.