في الوقت الذي تعاقدت فيه مغاسل ملابس بجدة مع منشآت صحية خاصة، رصدت "الوطن" خلط ملابس المرضى وشراشف المستشفيات مع ملابس الأصحاء في ماء واحد، واستخدام مساحيق تنظيف منتهية الصلاحية، أكد مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود، أن ملابس المرضى والشراشف الخاصة بالمستشفيات الحكومية لا يتم غسلها عن طريق المغاسل التجارية المنتشرة بالأحياء، قائلا: "لدينا مغاسل داخل المستشفيات الحكومية تعمل بها كوادر مدربة على الطريقة الصحية لغسل ملابس المرضى وتعقيمها بأحدث الطرق، فيما نكتفي برقابة نظافة شراشف وملابس المرضى بالمستشفيات الخاصة، التي تتعاقد بدورها مع مغاسل متخصصة لتنفيذ هذه المهمة". ورصدت "الوطن" في جولة ميدانية على عدة مغاسل بأحياء الصفا، غليل، والسبيل، وضع العاملين لمساحيق منتهية الصلاحية وخلط ملابس الزبائن مع الشراشف الخاصة بالمستوصفات الأهلية بعيدا عن رقابة الأمانة، إذ يقول العامل عبدالغفور أمين: "لا أرى خطأ بغسل ملابس الزبائن وخلطها مع عدة ملابس أخرى، حتى وإن كانت شراشف المستوصفات". وأضاف العامل: "مساحيق الغسيل تقضي على الجراثيم والفطريات ولا أرى في ذلك أمرا مخالفا، بل هو توفير مادي حتى لا يتم عزل قطع المنشآت الصحية عن ملابس الزبائن، مما يكلف صاحب المغسلة مبالغ مرتفعة لدفعها لصابون واستهلاك كميات كبيرة من المياه". من جهته، قال استشاري الأمراض الجلدية أحمد أبو زهرة: "عدم التزام المغاسل بالأنظمة والقوانين التي تفرض من الأمانة للحفاظ على صحة المواطن، جعلت هذه المغاسل سببا رئيسا لانتقال الأوبئة، إذ إن كثيرا ما تنتقل لمرتادي مغاسل الملابس أمراض الحساسية، وانتقال الفطريات والبكتريا الخطيرة لعدم استخدام المواد المطهرة والمنظفات بالكميات والمواصفات المحددة". وبين أن من الأمراض التي تهدد الأشخاص والأكثر شيوعا وانتقالا من المغاسل عن طريق عملية الخلط، الجرب، و"التنينا الملونة"، والتي تنتج عن انتقال الفطريات التي تسبب بقعا بنية اللون في مناطق مختلفة من الجسم، إضافة إلى أمراض ازدياد حدة حساسية الصدر لدى مرضى الربو التحسسي. إلى ذلك، التقت "الوطن" بعدد من المواطنين الذين أجمعوا على خطورة ما يقدم عليه العاملون بالمغاسل، حيث يقول أحمد الغامدي: "لاحظت وجود مغاسل في حي الصفا تقوم بغسل شراشف المرضى الخاصة في المستوصفات والمستشفيات الخاصة مع ملابس الزبائن". وتابع قائلا: "بالصدفة بينما كنت موجودا داخل إحدى المغاسل لاحظت العاملين يخلطون ملابس الزبائن مع شراشف الأسرة الخاصة في منشآت صحية تعرفت عليها عن طريق اسم المنشأة المسجل على القطعة، فسألت العامل عن سبب قيامه بذلك، فبرر أن غسل الملابس بالصابون يقتل الجراثيم". أما سعيد الدوسري فيقول: "أصبت بمرض جلدي غامض بعد استلامي للملابس من مغسلة بحي غليل، إذ شعرت بعد مرور أسبوع بطفح جلدي وحكة شديدة مما دفعني إلى زيارة طبيب جلدية، وأخبرني حينها بأني مصاب بمرض جلدي يعرف ب"التنينا الملونة". وطالب بضرورة فرض الرقابة الصارمة على المغاسل من قبل الأمانة عن طريق وضع عقوبات مالية مرتفعة على المغاسل المخالفة وتطبيق لائحة وزارة الشؤون البلدية والقروية بحق كل منشأة مخالفة. يذكر أن وزارة الشؤون البلدية والقروية اشترطت على مغاسل الملابس توفير الشهادات الصحية للعاملين داخلها، ووجود البلاط القيشاني على الأرضيات والجدران داخل أماكن غسل الملابس، وفصل أماكن التخزين والتسليم عن الملابس المتسخة، ووضع تصريفات للمياه وعدم تكدس الملابس المتسخة على الأرضيات. وتضمنت الشروط، سلامة المكان والآلات والتأكد من التمديدات الكهربائية وعدم تعرية المقابس وقربها من آلات الغسيل، التأكد من عدم استعمال المغسلة في تخزين الأغراض الشخصية وعبوات مواد التنظيف الفارغة، ومنع وضع أنابيب تصريف البخار خارج المحل مما يتسبب في إيذاء المارة وتلف الأرصفة.