بدأت محادثات سياسية في الخرطوم وعسكرية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لنزع فتيل الأزمة في منطقة أبيي المتنازع عليها عقب سيطرة القوات الشمالية عليها الاسبوع الماضي. وأعلن الجيش أمس انتهاء العمليات العسكرية وعودة الهدوء إلى المنطقة. وبعثت حكومة جنوب السودان أمس وفداً رفيع المستوى برئاسة نائب رئيسها رياك مشار إلى الخرطوم لاحتواء أزمة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، لمناقشة القضايا العالقة المرتبطة باستقلال الجنوب وتشمل الديون وترسيم الحدود والعملة والجنسية والنفط، بجانب الخلاف في شأن مستقبل أبيي. وكان الجيش السوداني سيطر على منطقة أبيي في 21 من الشهر الجاري بعد يومين من هجوم نفذه جيش الجنوب على قافلة تابعة لبعثة حفظ السلام كانت تحرس جنوداً شماليين في أثناء تنفيذهم لعملية اعادة انتشار. ورفضت الخرطوم دعوات دولية إلى سحب قواتها من المنطقة من دون التوصل إلى اتفاق جديد في شأن الترتيبات الأمنية في المنطقة. كما أعلن الجيش السوداني الخميس الماضي انه سينفّذ عملية اجلاء بالقوة لكل القوات الجنوبية الموجودة داخل حدود الشمال. وذكرت الأممالمتحدة أن تقدم القوات الشمالية نحو أبيي أدى إلى فرار ما بين 30 و40 ألف شخص معظمهم جنوبيون ينتمون إلى قبيلة دنكا نقوك الى الجنوب. وكشف مسؤول ملف أبيي في حزب المؤتمر الوطني السفير الدرديري محمد أحمد وجود مقترحات دفعت بها جهات دولية لتسوية النزاع في أبيي تعكف القوات الشمالية على درسها للبت في شأنها. وتوقع التئام مؤسسة الرئاسة قريباً في اطار المساعي التي يقودها الوسيط الافريقي ثابو مبيكي لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وقال إن الحكومة في حالة تفاوض مستمر مع المجتمع الدولي، ولم يستبعد بلورة مقترحات جديدة في جولة المفاوضات التي بدأت في أديس أبابا بين اللجان الأمنية التي تضم عسكريين من الطرفين. واستبعد خروج القوات الشمالية من أبيي في الوقت الراهن، وقال «ربما يعود اليها الجيش الجنوبي إن وجدها خالية بقوة أكبر وربما تكبدنا المزيد من الأرواح إن تم اخلاؤها»، مشدداً على أن حزبه يعتزم ايجاد حل للمشكلة عبر اتفاق سياسي، مؤكداً نقلهم تلك الرغبة لوفد مجلس الامن الذي زار الخرطوم اخيراً. وقطعت قبيلة المسيرية العربية بعدم سحب مقاتليها الموجدين حالياً في منطقة أبيي برفقة القوات الشمالية، حتى في حال قررت الخرطوم سحب عناصر الجيش من البلدة. وقالت القبيلة في عزاء اقامته لقتلاها في الاحداث التي وقعت فى أبيي، في الخرطوم أمس، إنها غير معنية بمقترحات مجلس الأمن والمجتمع الدولي كونه يعمل لضم أبيي إلى الجنوب، مؤكدة أن القضية غير قابلة للمداولة في مجلس الأمن. وكشف القيادي في قبيلة المسيرية حسن حمدي أن وفد قبيلته الذي سلّم مجلس الأمن الدولى مذكرة إبان زيارته للخرطوم الاسبوع الماضي، رفض مقترحاً قدمه المجلس مقابل تبعية أبيي لجنوب السودان والذي يتضمن تعويضات مجزية ومنح المسيرية حق المواطنة الدائمة في الجنوب، فضلاً عن توفير مراعٍ لماشيتهم، وأكد أن أبيي منطقة شمالية وفق الجغرافيا والتاريخ. وأعلنت القوات الشمالية انتهاء العمليات العسكرية في أبيي. وقال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان، إن المنطقة الآن تنعم بالأمن والطمأنينة، داعياً جميع المواطنين من سكان أبيي من قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية وبقية القبائل الأخرى إلى العودة وممارسة حياتها الطبيعية بعدما انتهت كل العمليات العسكرية التي جرت خلال الايام القليلة الماضية.