قال الأمين العام للجامعة العربية أنه تكلّم مع الرئيس باراك أوباما على هامش قمة الدول الصناعية الثماني عن موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ورفضه سبع نقاط أساسية لمسيرة السلام (سبع لاءات)، موضحاً أن أوباما أخبره إنه متمسك بالمواقف التي أعلنها في خطابه أخيراً، في إشارة الى تأييده حدود عام 1967 كأساس للتفاوض، مع تبادل متفق عليه للأراضي. وكان موسى طالب القمة في كلمته بإعادة النظر في الأسلوب المتبع لمعالجة الوضع السياسي والأمني في الشرق الأوسط، وقال إن العالم العربي يحتاج الى سلام عربي – إسرائيلي يقوم على معطيات موضوعية متوازنة، و«طالما تعرّضت عملية السلام لأسس غير متوازنة ومطالب غير معقولة، فلم تنجح هذه العملية». وكان موسى عرض هذه الأسس في محادثاته مع كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس أوباما وأمام جميع الرؤساء خلال قمة الثماني، وقال إن العرب ملتزمون المبادرة العربية. ورحب بما قاله الرئيس الأميركي بالنسبة الى قيام دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967، لكنه قال إن «اللاءات السبع التي رد بها نتانياهو من على منبر الكونغرس على أوباما طعنت آمال السلام وجعلت التطوّر في عملية السلام أمراً عبثياً، الأمر الذي يتطلب موقفاً موضوعياً من المجتمع الدولي، أي الأممالمتحدة، لإنقاذ الموقف برمته. وأضاف: «إن الربيع العربي يتطلب ربيعاً شرق أوسطياً. لا يمكن أن يستمر الربيع العربي في الآمال التي يطلقها ومن حوله عواصف من شتاء قارص إقليمي». وقال موسى ل «الحياة» إن «أوباما أبدى اهتماماً شديداً لدى حديثه معه بالنقاط السبع التي رفضها نتانياهو، وقال إنه ما زال على الموقف نفسه الذي أعلنه في خطابه». وتابع موسى إنه تكلم مع وزراء أوروبيين قائلاً لهم: «قبل تنظيم أو التكلم عن أي مؤتمر سياسي عن فلسطين، ينبغي أن يقول الأوروبيون بوضوح ما هو موقفهم الواضح من هذه اللاءات التي أكدها نتانياهو أمام الكونغرس». ونقل عن الأوروبيين تأييدهم مواقف أوباما في هذا الموضوع. وعن سورية، نقل موسى عن بعض رؤساء مجموعة الثمانية أن الوضع في سورية وفي اليمن خطير للغاية ولا يمكن تركه هكذا. وأضاف إن موقف الجامعة هو أن هناك دولاً محيطة بسورية ولبنان والأردن وغيرها ستتأثر بأي تطوّر، وحتى الآن لم تقرر هذه الدول ما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها إزاء هذا الموضوع. وأكد أن «المهم أن تصل الرسائل الى الرئيس بشار الأسد. أن لديه فرصة لإجراء تغييرات ترضي الناس بالإصلاح الجذري». وتابع إن الموقف الروسي ما زال يعارض الذهاب الى مجلس الأمن لإدانة النظام السوري. وقال: «لا شك في أن للأوضاع السورية تأثيراً في لبنان»، متمنياً ألا يحدث ذلك. وكشف موسى ل «الحياة» أن اجتماعاً سيعقد في القاهرة الاثنين المقبل بالنسبة الى ليبيا يضم الجامعة العربية والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والمؤتمر الإسلامي، وذلك للبحث في آفاق الحل السياسي وإمكاناته. وأوضح: «لا يمكن أن يبدأ الحل السياسي إلا بوقف إطلاق النار ووقف حصار أي مدينة من المدن الليبية، وبعد ذلك نرى أين تؤدي المرحلة الانتقالية، هل هناك مرحلة انتقالية أو إصرار من جانب على رحيل القذافي ومن جانب آخر على بقائه، لأنه حول هذه المسألة هناك تجاذب بين الموقفين المتناقضين لا يمكن من التقدم حالياً».