حقّق الجيش الوطني اليمني تقدّماً ميدانياً جديداً أمس، بتمكّنه من الوصول إلى مشارف مديرية خدير الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين جنوب شرقي محافظة تعز، بعدما فرض سيطرته الكاملة على مديرية الصلو، إثر معارك أدت إلى مقتل العميد محمد عبد الحق قائد عمليات الميليشيات الانقلابية. وتزامن ذلك مع ضبط خلية إرهابية تابعة للحوثيين كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية في مأرب. سياسياً، أعرب نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح عن شكره لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، جهودها ومساندتها الحكومة الشرعية على مختلف الصُعُد. وأكد صالح في اتصالين هاتفيين أجراهما برئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ووزير الداخلية أحمد الميسري، بهدف الاطلاع على سير أداء الحكومة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، «ضرورة استتباب الأمن والاستقرار في العاصمة الموقتة»، كما أفادت «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية». وأعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن «من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيّد في المياه العكرة، أن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي، نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها»، مشدداً على أن «معالجة التحالف الحصيفة أزمة عدن، تفادت فتنة سببها غياب الحكمة من الأطراف كافة». وأكد أن «الأولوية لهزيمة الحوثي ومشروعه»، مشيراً إلى أن «الحوار اليمني الجدي مطلوب للتعامل مع قضايا حقيقية تراكمت سلبياً». وقال قرقاش في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»: «سرّني تأكيد سياسي يمني مهم أن موقف الإمارات في اليمن نبيل وسيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن فزعتها لجيرانها وتضحيات أبنائها وشفافية موقفها». وتابع: «كما نحن مطالبون بالدعوة إلى حسن تدبير الأمور وتقديم الأولويات من دون تناسي المطالب، فنحن أيضاً مطالبون بالمبادرة سياسياً في ضوء التصدعات الكبيرة في موقف التمرد الحوثي وشرعيته». وأنهى وزير الدولة الإماراتي تغريداته بالقول إن «الإعلام العربي المسؤول لا يشوه المواقف الإقليمية افتراء، بل ينطلق من قراءته للسياسات التي أقحمت نفسها في الشأن العربي، لا يمكن للفعل إلا أن يكون له ردّ فعل». وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية أكد في بيان الخميس أن الوضع في عدن مستقر، إذ التزمت الأطراف كافة بالبيان الصادر عن قيادة التحالف. ميدانياً، ضبطت قوات الأمن في محافظة مأرب خلية تابعة لميليشيات الحوثيين كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية. واقتحمت قوات مكافحة الإرهاب أحد المنازل بعد عملية رصد دقيقة لأعضاء الخلية، وألقت القبض على أعضائها كافة، وضبطت كميات كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة من مادتي «تي أن تي» و «سي فور». وأثنت قيادة أمن مأرب في بيان على «تعاون المواطنين الأحرار مع قوات الأمن في رصد ومتابعة كل من يسعى إلى المساس بأمن الوطن والمواطن». ووجّه أئمة المساجد خلال خطبة الجمعة في صنعاء أمس، دعوات إلى التجنيد في صفوف الحوثيين، وفقاً لتوجيهات صادرة من وزارة الدفاع إلى وزارة الأوقاف التابعتين للانقلابيين. وأفاد مصلّون بأن الخطباء وجهوا تلك الدعوات بعد أن خسرت الميليشيات العديد من مقاتليها في المعارك الأخيرة، وفشلت في استقطاب مقاتلين جدد. وأكدت مصادر ميدانية في محافظة تعز (256 كيلومتراً جنوبصنعاء) أن قوات الشرعية تمكنت من الوصول إلى مشارف مديرية خدير، عقب استكمال تحرير نقيل الصلو بعد هجوم كبير شنته قوات الجيش الوطني ضد الميليشيات الانقلابية سقط خلاله عشرات من عناصرها بين قتيل وجريح، كما أفيد بتدمير دبابة للانقلابيين في خط الستين نتيجة غارة لطيران التحالف.