من الشائع أن الإلكترون هو جسيم صغير جداً، يحمل شحنة كهربائية سلبية، يدور حول نواة الذرّة في مدارات ثابتة. وجرت العادة علمياً على النظر إلى الإلكترون باعتباره جسيماً مستديراً تماماً كأنه كرة مكتملة. لكن فريقاً علمياً من «كلية لندن الملكية» له رأي مغاير. إذ استخدم أجهزة فائقة الدقّة لقياس شكل الإلكترون. وتبيّن لهذا الفريق، الذي قاده البروفسور جوني هدسون أن الإلكترون منبعج من أطرافه، ما يعني أنه ليس كرة تامة الاستدارة، بل أنه أقرب إلى شكل البيضة. وأوضح هدسون أن أهمية هذا الكشف تكمن في أنه يغيّر الصورة الراسخة علمياً عن الإلكترون، وتالياً عن الذرّة نفسها، منذ أن وضع العالمان الشهيران إينشتاين وبوز نظرية عن تركيب الذرّة عُرِفت باسم «النموذج المثالي». واعتبرا أن الإلكترون مستدير كلياً. واستند العلماء لقرابة قرن على هذا النموذج، الذي يعرف أيضاً باسم «نموذج إينشتاين- بوز»، في التعامل مع التفاعلات الذرية، بل ما يتصل بالإلكترونيات كافة، بداية من التيار الكهربائي والموجات الكهرومغناطيسية، ووصولاً إلى القنبلة الذرية. وبحسب هدسون، يفتح هذا الكشف مجالاً لتغيير جذري في نظرة العلماء إلى الذرة والإلكترون، وتالياً إلى مجمل نظريات الفيزياء الذرية.