بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» بقيادة عبد العزيز الحلو لإقرار اتفاق سلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وذلك بعد توقف دام 16 شهراً. وعقد فريق الوساطة الأفريقية برئاسة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي لقاءين منفصلين مع وفدي الحكومة و«الحركة الشعبية». وتقرر أن تبدأ المفاوضات بمناقشة وقف النار والأعمال العدائية، وتنفيذ ترتيبات أمنية وإنسانية قبل بحث القضايا السياسية. وأكد الناطق باسم وفد الحكومة حسن حامد عزم الحكومة على التوصل إلى اتفاق سلام «شامل وعادل» في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال: «ستبدأ المحادثات من نقطة توقف الجولة السابقة في آب (أغسطس) 2016، ويمكن القول إن الطرفين توصلا إلى اتفاق في شأن 85 في المئة من المواضيع المطروحة، لذا تتوافر فرصة يجب ألا تضيع لتحقيق السلام، خصوصاً أن أي رصاصة لم تطلق منذ عام في المنطقتين، ومدد الطرفان مرات وقف النار». وبعد انقضاء اكثر من ثلاثة أسابيع على حملة الاعتقالات التي طاولت سياسيين ونشطاء وصحافيين احتجوا على الغلاء وتدهور الاقتصاد، اجتمعت لجنة التشريع وحقوق الإنسان في البرلمان السوداني لمناقشة أوضاع المعتقلين. ورفض رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان محمد الحسن الأمين كشف وقائع الاجتماع باعتبارها «سرية»، واكتفى بتأكيد أن اللجنة ستتابع القضية مع الأجهزة المختصة، فيما طالب عضو اللجنة، نائب رئيس حزب «التحرير والعدالة» متوكل التجاني، أجهزة الأمن بإطلاق المعتقلين فوراً أو تقديمهم إلى المحاكمة. وأشارت ممثلة أسر المعتقلين فاطمة إدريس إلى أن أكثر من 175 شخصاً اعتقلوا خلال أسبوعين في مناطق مختلفة، و»هم لم يستطيعوا مقابلة ذويهم الذين لا يعرفون شيئاً عنهم ويزيد قلقهم أنباء عن ترحيل معتقلين إلى سجون في ولايتي شمال دارفور وغربها». وأعلن حزب المؤتمر السوداني المعارض أن السلطات اعتقلت كريمات رئيس الحزب السابق إبراهيم الشيخ وعدد من أقربائه، بعد اقتحام منزلهم في الخرطوم بحري. وأفاد في بيان بأن «هذه الخطوة تشكل تصعيداً من النظام لحملته الهادفة إلى ملاحقة قادة في الحزب وقوى المعارضة واعتقالهم». ونحذر من التمادي في هذه الأفعال غير الإنسانية». جنوب السودان على صعيد آخر، اتهم أداما دينق، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بمنع الإبادة الجماعية، أوغنداوكينيا بالمساعدة في إطالة أمدّ الحرب الأهلية في جنوب السودان عبر المساعدة في نقل أسلحة إلى هذه الدولة. وقال: «مسؤولية منع الفظائع إقليمية ودولية، والمعلومات صحيحة عن تدفق كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة عبر كينيا واوغندا الى جنوب السودان». وأكد دينق أن تحقيق السلام في جنوب السودان «يتطلب بذل جهود إقليمية ودولية متضافرة تمنع ترك أي خيارات أخرى لقادة جنوب السودان إلا وقف الحرب وبدء المفاوضات. أما الترحيب بلاجئين من ضحايا النزاع فإجراء غير كافٍ»، علماً أن أوغندا تستضيف أكثر من مليون لاجئ من جنوب السودان، في حين يستقبل مخيم كاكوما في كينيا أكثر من 10 آلاف لاجئ. إلى ذلك، هددت المعارضة في جنوب السودان باللجوء إلى «حرب عصابات» إذا فشلت محادثات السلام في مقررة بدءاً من الإثنين، بينما تتقدّم القوات الحكومية نحو المعاقل المتبقية للمتمردين في العام الخامس لاندلاع الحرب الأهلية. وخلال زيارته بلدة أكوبو التي يسيطر عليها المتمردون قرب الحدود الإثيوبية، قال جيمس أوتونغ، نائب زعيم المعارضة المسلحة: «سنواصل القتال من الأدغال، وتنفيذ استراتيجيات تكتيكية». وتتهم قوات المعارضة الحكومة بأنها مهتمة «بشنّ حرب أكثر من إنهاء الصراع»، في حين تشدد الحكومة على أنها تنفذ عمليات دفاع عن النفس.