أثار تقرير المفوضية العامة لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمتعلق برصد 206 شركات تربطها صلات عمل بمستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة، تنديداً إسرائيلياً متوقعاً، انطلاقاً من خشية دولة الاحتلال أن يمهد الطريق إلى إعداد «لائحة سوداء» بأسماء هذه الشركات وفرض مقاطعة دولية عليها بهدف تصعيد الضغوط على المستوطنات. لكن اللافت هو مواصلة الولاياتالمتحدة نهجها الموالي لإسرائيل في خطواتها كافة، حتى في إدانتها التقرير الدولي، معتبرة إياه «مضيعة للوقت والموارد» ودليلاً على «الهوس بمعاداة إسرائيل»، فيما اعتبر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات أن «المستوطنات ليست عقبة أمام تحقيق السلام». وكان السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة داني دانون اعتبر أن نشر هذا التقرير «معيب»، مؤكداً أن الدولة العبرية ستواصل العمل «لوقف نشر اللائحة السوداء». ونددت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي بإعلان المنظمة الدولية، واعتبرت أن «المسألة برمتها تتجاوز صلاحيات المفوضية العليا لحقوق الإنسان وهي مضيعة للوقت والموارد». وقالت: «على رغم أننا ننوه بحكمتهم في الامتناع عن نشر أسماء هذه الشركات، إلا أن نشر التقرير هو تذكير بهوس المجلس بمعاداة إسرائيل». وأكدت أن «الولاياتالمتحدة ستستمر في التصدي بكل قوة للأطراف الضالعة في معاداة إسرائيل وستواصل اقتراح الإصلاحات التي يحتاج إليها المجلس بشدة». بدورها، دافعت السفيرة الإسرائيلية أفيفا راز شيتشتر عن تلك الشركات التي «لا تشارك في أي أنشطة غير قانونية». وهاجمت مجلس حقوق الإنسان بقولها إن «ليس من صلاحياته وسلطته وضع لوائح سوداء»، معتبرة أن هذا الأمر «غير شرعي وجزء من التحيز في مسعى لنزع الشرعية عن إسرائيل». وقالت في تصريح ل «رويترز»، أن تل أبيب «لا تزال تدرس التقرير ولا تريد أن يكون المجلس في صدارة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات» عليها. إلى ذلك، واصل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات النهج الموالي للدولة العبرية، وقال خلال لقائه عدداً من سفراء دول الاتحاد الأوروبي، إن «النهج الإسرائيلي ذكي والمستوطنات ليست عقبة أمام تحقيق السلام». ووفق موقع صحيفة «معاريف» العبرية، أوضح غرينبلات أن اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل «يعكس السياسة الأميركية، لكن اتفاق السلام ومسألة حدود مدينة القدس ووضعها النهائي لن يتم تحديدها إلا على طاولة المفاوضات المباشرة والحوار بين الجانبين». وأبدى تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق سلام قائلاً: «في بعض الأحيان تبدو عملية السلام بعيدة، لكن بعد جولات واسعة النطاق في المنطقة والتعرف إلى الآراء أعتقد حقاً أنه يمكن التوصل إلى اتفاق».