تفاعلت جمعية إبصار مع قصة الطفلة «ريناز» التي نشرت فصولها في «الحياة» الشهر الماضي بعنوان «الجلوكوما تئد طفولة ريناز والعمى يهددها»، إذ أعلن أمينها العام محمد توفيق بلو احتواء الجمعية الحالة المرضية للطفلة «ريناز» المصابة بمرض «الجلوكوما» من خلال استضافتها هي وأسرتها في جدة وعلاجها في أكبر مستشفيات العيون في المحافظة الساحلية. وقال ل «الحياة»: «بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للطفلة في مستشفى المغربي للعيون اتضحت معاناتها من مياه زرقاء في العينين، ما يتطلب إجراء جراحتين طبيتين، تمت عملية إزالة للمياه الزرقاء من العين اليسرى، وأخرى للعين الثانية أمس (الثلثاء)». وأضاف أنه يتابع شخصياً عملية علاجها في جدة، إضافة إلى توفير السكن المناسب لها ولأسرتها حتى انتهاء فترة رحلتهم الاستشفائية، مشيراً إلى أن المستشفى طمأنه بنسبة كبيرة على نجاح العملية الأخيرة التي أجريت ل «ريناز». وكشف بلو اسهام جمعيته خلال الستة أشهر الأخيرة في علاج 37 حالة كانت مهددة بالعمى، إثر أمراض «الجلوكوما» والمياه البيضاء والاعتلالات الشبكية نتيجة مرض السكري، وما زال على قائمة الجمعية الكثير من الحالات التي تتم متابعتها وعلاجها بشكل أسبوعي، الأمر الذي دعا الجمعية إلى تكثيف المزيد من العمليات الجراحية في العيون لبعض المرضى من الفقراء والمحتاجين. ودعا الجهات الطبية والصحية في السعودية لمكافحة هذا المرض الذي بدأ ينتشر بصورة سريعة والإسهام بإمكاناتها المتاحة في درئه. من جهته، أشاد والد الطفلة «ريناز» علي بن عبدالله، بدور صحيفة «الحياة» في إيصال هموم المجتمع ومشكلاته إلى المسؤولين الذين تفاعلوا مع مرض طفلته الصغيرة. وأبان أنه بعد نشر معاناة ابنته مع المرض في الصحيفة اتصلت به الجمعية هاتفياً وتم استقباله وأسرته في محافظة جدة وإعداد السكن المناسب، مشيراً إلى أنه تم إجراء العملية الأولى للعين اليمنى، إضافة إلى العملية الأخرى لسحب المياه الزرقاء من العين اليسرى التي تكللت بالنجاح. ولفت إلى أن «إبصار» دفعت حتى الآن أكثر من 19 ألف ريال كلفة سحب المياه الزرقاء فقط، ملمحاً إلى أنه تبقى علاج الشبكات والعدسات بعد سحب المياه عند طبيب آخر. وسبق أن أكد والد الطفلة في حديث إلى «الحياة» أنه لم يكتشف مرض ابنته الصغيرة إلا عندما لاحظ تحول لون عينيها إلى اللون الأزرق الباهت، وقبل ذلك كانت تدمع عند تعرضها للضوء الساطع، مضيفاً: «هرعت بها إلى مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، وهناك أفادني الطبيب المعالج بأن ابنتي مصابة بمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما)، وهو مرض يصيب العصب البصري الذي يحمل الصور التي نراها إلى المخ نتيجة ارتفاع الضغط في العين فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري بتأثير المياه الزرقاء». وتابع: «أكد لي الطبيب أنه إذا لم يتدارك الأمر في وقت باكر، فإنه قد يحدث تلف كلي في العصب البصري، وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار»، موضحاً: «تعاني ابنتي حالياً من عدم وضوح الرؤية، إضافة إلى ألم شديد في العين وصداع وغثيان». واستطرد: «أخشى على ابنتي أن تفقد بصرها، وكل يوم يمر يقربها أكثر إلى العمى، وعقدة الذنب تلاحقني إلى فراشي وتحرمني من النوم، فوضعي المادي لا يعلمه إلا الله وظروفي سيئة ولو كنت أستطيع الاقتراض لما ترددت لحظة واحدة في علاجها».