طرابلس، باريس، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب - قال وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أمس الثلثاء إن حملة قصف جوي يقوم بها ائتلاف غربي ضد حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي من الممكن أن تحقق أهدافها خلال «أشهر معدودة». وجاء كلامه بعد ساعات من أعنف قصف جوي شهدته العاصمة الليبية التي تعرضت لأكثر من 20 غارة شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وصرح جوبيه خلال جلسة أسئلة وأجوبة في البرلمان: «يمكن أن أؤكد لكم أننا نعتزم ضمان أن المهمة في ليبيا لا تستمر أطول من شهور عدة». ويبدو أن الرهان الفرنسي على إمكان حسم المعركة ضد القذافي قريباً يعتمد في جزء منه على قرار نشر طائرات مروحية عسكرية للمرة الأولى في العمليات العسكرية ضد قوات القذافي. لكن بريطانيا قالت أمس إنها لم تتخذ قراراً بعد بشأن استخدام طائرات هليكوبتر مقاتلة في ليبيا، نافية بذلك تصريحات وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الإثنين بأن بريطانيا ستبدأ في نشر طائرات هليكوبتر في ليبيا إلى جانب فرنسا في إطار عملية حلف شمال الأطلسي هناك. وقال نيك هارفي وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة أمام البرلمان: «استخدام طائرات هليكوبتر مهاجمة أحد خيارات يجري درسها. غير أنني أؤكد انه لم يتخذ قرار بعد بشأن استخدام طائرات هليكوبتر مهاجمة في ليبيا». وتعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمواصلة الضغوط على القذافي حتى ينصاع بشكل كامل لقرارات الاممالمتحدة. وفي رد على الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي، قال الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقال مشترك في صحيفة «التايمز» البريطانية أمس، إنهما لن يقفا موقف المتفرج وهما يريان آمال المحتجين في العالم العربي «تُسحق تحت وابل من القنابل والرصاص وقذائف الهاون». وكتبا يقولان: «نحن لا نرغب في استخدام القوة لكن عندما تلتقي مصالحنا وقيمنا معاً فإننا نعرف أن علينا مسؤولية للتحرك. هذا هو السبب في اننا حشدنا المجتمع الدولي لحماية الشعب الليبي من نظام العقيد القذافي». وقال الزعيمان: «لقد أضعفنا آلته الحربية ومنعنا كارثة إنسانية. وسنواصل فرض قرارات الأممالمتحدة مع حلفائنا إلى أن يتم الانصياع لها بشكل كامل». ووصل أوباما ليل الإثنين إلى بريطانيا المحطة الثانية في جولته الأوروبية التي تشمل أربع دول. وفي تصريحات قوية قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي في لندن أول من أمس: «نعتقد فعلاً أن الوقت في غير صالح القذافي وانه لا يستطيع فرض السيطرة من جديد على البلاد». وصرّحت بأن المعارضة شكلت مجلساً انتقالياً له صدقية وملتزم بالديموقراطية. وأضافت: «قوتهم العسكرية تتحسن وحين يرحل القذافي لا محالة ستكون هناك ليبيا جديدة على أهبة الاستعداد للتحرك قدماً. نحن نثق كثيراً في ما تسفر عنه جهودنا المشتركة». قصف عنيف على طرابلس وشنت طائرات حلف شمال الأطلسي في الساعات الأولى من فجر الثلثاء واحدة من أعنف غاراتها الجوية حتى الآن على العاصمة الليبية طرابلس. وسمع دوي 12 انفجاراً قوياً على الأقل في العاصمة الليبية في الساعات الاولى من صباح أمس وشوهد عمود من الدخان يرتفع من منطقة يوجد بها مجمع باب العزيزية مقر القذافي. وذكرت معلومات أخرى أن الحلف شن أكثر من 20 غارة على منطقة باب العزيزية. وقال موسى إبراهيم الناطق باسم الحكومة الليبية إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وجرح 150. وذكر ان الغارات استهدفت مجمعاً للحرس الشعبي وهي قوة عسكرية تستند الى القبائل. لكنه قال إن المجمع كان قد أخلي من الناس والمواد الأخرى المفيدة تحسباً للهجوم وان الخسائر في الأرواح وقعت بين سكان يعيشون في المنطقة. وقال إبراهيم ل «رويترز» إن هذه كانت ليلة أخرى من القتل والقصف لحلف شمال الأطلسي. وقال مراسل «رويترز» انه سمع اصوات تحليق طائرات و12 انفجاراً قوياً جداً على الاقل. وقالت قناة «العربية» التلفزيونية إن الهجمات استهدفت مجمع باب العزيزية ومقر جهاز الاستخبارات الليبي. ونقل مراسلها في طرابلس عن مصدر رسمي ليبي قوله ان ثلاثة اشخاص قتلوا وأُصيب 150 بجروح. وأورد التلفزيون الليبي نبأ الضربات الجوية لكنه لم يقدم تفاصيل. واصطحبت السلطات الليبية المراسلين المقيدة حركتهم في شدة لزيارة مستشفى في وسط طرابلس بعد الغارات الجوية. وهناك شاهدوا ثلاث جثث بها اصابات شديدة في الرأس. وفي بروكسيل، أعلن حلف شمال الأطلسي انه قصف ليلاً مستودع آليات عسكرية في طرابلس قرب مقر العقيد القذافي. وقال الحلف في بيان: «خلال الليل قصفت طائرات حلف الأطلسي مستودعاً لآليات النظام ملاصقاً لمقر باب العزيزية» حيث يقيم الزعيم الليبي «بواسطة قنابل موجهة». واضاف ان «هذا الموقع معروف بأنه استخدم في بداية القمع ضد الشعب في شباط (فبراير) 2011 وبقي كذلك منذ ذلك الحين عبر امداده قوات النظام التي تشن هجمات ضد المدنيين الابرياء». وقال المسؤول عن عملية حلف الاطلسي في ليبيا الجنرال شارل بوشار في البيان إن «قوات القذافي لا تزال تشكل تهديداً للمدنيين وسنواصل ضرب اهداف تقف وراء هذا العنف». واعتبرت الصحافة الأجنبية في طرابلس أن هذه الغارات هي الاعنف منذ بدء عمليات حلف شمال الأطلسي ضد نظام الزعيم معمر القذافي.