طرابلس، باريس، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - بعد يوم من إعلان فرنسا بدء نشر مروحيات قتالية في ليبيا بهدف تصعيد العمليات العسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافي، شنّت طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعنف الهجمات التي تتعرض لها طرابلس منذ أسابيع. واستهدفت سلسلة غارات منطقة باب العزيزية التي تضم مجمعاً ضخماً يؤوي مقرات الزعيم الليبي. وأعلنت السلطات الليبية سقوط ثلاثة قتلى و150 جريحاً في هذه الغارات، من دون أن يتضح هل استهدف أي منها القذافي نفسه الذي ينفي حلف «الناتو» أن يكون يستهدفه شخصياً على رغم أن الغارات تتركز على مقره في باب العزيزية. (راجع ص 5) وجاء هذا التصعيد العسكري الواضح في ظل كلام فرنسي عن إمكان أن يطول حسم المعركة ضد قوات القذافي «بضعة شهور». وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمام النواب الفرنسيين: «يمكن أن أؤكد لكم أننا نعتزم ضمان أن المهمة في ليبيا لا تستمر أكثر من شهور عدة». والظاهر أن الفرنسيين يراهنون على أن الحسم العسكري قد اقترب، بعدما بدأوا بنشر مروحيات عسكرية من نوع «تايغر» لضرب أهداف بشكل أكثر دقة من الطائرات المقاتلة التي تقصف من علو مرتفع. وستسمح المروحيات باستهداف الجنود والآليات على الأرض، ما سيعطي أفضلية واضحة للثوار، إذ ما ارادوا تحقيق تقدم ميداني تحت غطاء حلف شمال الأطلسي. وكان لافتاً، في هذا الإطار، أن نيك هارفي وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة قال أمام البرلمان أمس إن بلاده لم تقرر بعد نشر مروحيات عسكرية في معارك ليبيا، مناقضاً كلام مسؤول فرنسي عن أن بريطانيا انضمت إلى باريس في قرار نشر المروحيات. وقال هارافي: «استخدام طائرات هليكوبتر مهاجمة أحد خيارات يجري درسها. غير أنني أؤكد انه لم يتخذ قرار بعد في شأن استخدام طائرات هليكوبتر مهاجمة في ليبيا». وتعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقالة مشتركة في صحيفة «التايمز»، بمواصلة الضغوط على القذافي، وقالا: «لقد أضعفنا آلته الحربية ومنعنا كارثة إنسانية. وسنواصل فرض قرارات الأممالمتحدة مع حلفائنا إلى أن يتم الانصياع لها بشكل كامل». وشنت طائرات حلف شمال الأطلسي في الساعات الأولى من فجر الثلثاء واحدة من أعنف الغارات حتى الآن على العاصمة الليبية. وسمع دوي نحو 20 انفجاراً في منطقة مجمع باب العزيزية، مقر القذافي. وقال موسى إبراهيم الناطق باسم الحكومة الليبية إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وجرح 150، وإن الغارات استهدفت مجمعاً للحرس الشعبي وهي قوة عسكرية تستند الى القبائل. وفي بروكسيل، أعلن حلف «الناتو» في بيان: «خلال الليل قصفت طائرات حلف الأطلسي مستودعاً لآليات النظام ملاصقاً لمقر باب العزيزية» حيث يقيم الزعيم الليبي «بواسطة قنابل موجهة». وأضاف أن «هذا الموقع معروف بأنه استخدم في بداية القمع ضد الشعب في شباط (فبراير) 2011 وبقي كذلك منذ ذلك الحين عبر امداده قوات النظام التي تشن هجمات ضد المدنيين الابرياء».