طهران، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – قُتل شخصان وجُرح آخرون في انفجار عزته السلطات إلى «تسرّب غاز»، في مصفاة عبدان للنفط جنوب غربي إيران أمس، خلال زيارة للرئيس محمود احمدي نجاد الذي حذر كلّ الدول العربية من «الانجرار وراء خطط» واشنطن، متهماً نظيره الأميركي باراك اوباما بأنه «دمية» يسعى إلى «إنقاذ» الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأفادت وكالة «فارس» بأن الانفجار حدث قبل تدشين نجاد مشروعاً لتوسيع المصفاة التي تنتج 400 ألف برميل يومياً، مشيرة إلى جرح 20 شخصاً، ليس بينهم الرئيس الإيراني. وعزت الانفجار إلى «تسرّب غاز». لكن ثمة تضارباً في الأنباء، في شأن عدد الضحايا ووقت الانفجار، إذ أفادت وكالة «مهر» بمقتل شخصين وجرح 22، خلال زيارة نجاد المصفاة، مشيرة إلى انه أمر بنقل المصابين بجروح خطرة، إلى طهران بطائرة خاصة. أما التلفزيون الرسمي، فأشار إلى أن الانفجار حدث بعد مغادرة نجاد المكان. لكن حاكم عبدان حميد قناتي، أشار إلى مقتل شخص واحد فقط. والمصفاة الواقعة في محافظة خوزستان النفطية على الحدود مع العراق، وهي الأضخم بين تسع في إيران وبُنيت قبل قرن، تنتج نحو 25 في المئة من الوقود في البلاد، ويستهدف مشروع توسيعها زيادة قدرتها بنسبة 30 في المئة. ولم يشرْ نجاد إلى الانفجار في خطابه، مؤكداً قدرة بلاده على توفير الوقود محلياً، متحدية العقوبات. وقال: «أمل العدو في الضغط على إيران، من خلال تقييد إنتاج النفط، تحوّل إلى يأس تام». وقللت طهران من أهمية الانفجار، إذ أكد النائب عن عبدان علي موسوي جرف أن حريقاً اندلع قبل 10 أيام، أثناء تجارب في الوحدة التي دُشنت أمس، مضيفاً أنه حذر من مخاطر وقوع حادث خلال زيارة نجاد. أما النائب حميد رضا كاتوزيان، رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، فشدد على أن «الحادث لم يكن عملاً تخريبياً متعمداً، بل نجم من عيوب فنية»، لافتاً إلى أن «خبراء حذروا من أن مصفاة عبدان ليست مستعدة بعد لتدشينها». واعتبر مسؤول المصفاة، عبد الرضا مهربان، الانفجار «حادثاً غير مهم»، مشيراً إلى انه لم يسبّب أضراراً ضخمة، كما أكد إصلاح كل شيء خلال أيام. لكن علي موسوي، أحد النواب الثلاثة في مجلس الشورى عن عبدان، انتقد مديري المصفاة، داعياً إلى فتح تحقيق في الحادث. وقال: «على رغم تحذيراتنا، كان ثمة إصرار غير منطقي» على المضي في مشروع توسيع المنشأة، ما أدى إلى الانفجار. وشهدت إيران انفجارات عرضية عدة أخيراً، في بنى تحتية لإنتاج النفط والغاز. لكن بعضهم يعتبرها «عمليات تخريب» تنفذها تنظيمات متمردة. تزامن حادث مصفاة عبدان، مع إعلان محمد حسين اردشيري، المدير العام للسلامة والصحة والبيئة في وزارة النفط، أن السلطات قد «تغلق» مجمعاً رئيساً للبتروكيماويات في جزيرة خرج المطلة على الخليج، نتيجة مخاوف حول «سلامته». وفي خطابه خلال تدشين مشروع توسيع مصفاة عبدان، حذر نجاد «كل الدول العربية من الانجرار وراء خطط تحوكها الإدارة الأميركية ضدها، لمصادرة الثورات العربية»، قائلاً: «لدينا معلومات في هذا الشأن، والأميركيون ليسوا أصدقاء لأحد، ويسعون إلى إشعال حرب طائفية في المنطقة». ودعا حكومات المنطقة إلى «مسايرة شعوبها والاستجابة لمطالبها». ووصف نجاد أوباما بأنه «دمية جاء بها اللوبي الصهيوني لإنقاذ المصالح الأميركية والكيان الإسرائيلي من السقوط، باستخدام السلاح والقوة. لكنه لن يتمكن من تحقيق ذلك». إلى ذلك، انتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست توسيع الاتحاد الأوروبي عقوباته على إيران، بسبب برنامجها النووي، معتبراً ذلك «غير منطقي ويُظهر التناقض بين ما يدعيه الاتحاد والغرب، وبين ما يفعلانه». وندد بانتقادات أوباما لإيران، إذ اعتبره «منافقاً».