أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس، أنه ستكون له «مبادرة لتهدئة الأجواء»، وذلك على خلفية تداعيات الخلاف المحتدم بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري بسبب مرسوم ترقية ضباط. وكان الحريري زار أمس الرئيس عون، في إطار العمل على تضييق الخلاف الذي ارتفعت حدته خلال ال48 ساعة الأخيرة. وشدد بعد اللقاء على «أن البلد ليس بحاجة إلى تصعيد ولا إلى تأزيم، وأهدافنا جميعاً أن ندير هذا البلد بأفضل طريقة لما فيه مصلحة المواطنين». وقال الحريري: «أكدنا وجوب التهدئة، وفخامته في هذا الجو. وتطرقنا إلى زيارة الرئيس الألماني، واتفقنا أيضاً على عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس، بعد الزيارة التي سأقوم بها لتركيا». وأمل الحريري بأن «تتجه الأمور إلى التهدئة والإيجابية. سمعنا الكثير، وحصل هناك اعتذار من قبل الوزير باسيل. فلندع الأمور عند هذا الحد، ومع الوقت نأمل بأن تحصل التهدئة. وسأكمل جهودي في هذا الموضوع. وأرى أن من واجبنا أن نتطلع إلى شؤون المواطن وسط الأزمة الاقتصادية التي نمر بها، فهذا هو الأساس. وأهدافنا جميعاً، رئيس الجمهورية والرئيس بري وأن شخصياً أن ندير هذا البلد بأفضل طريقة لما فيه مصلحة المواطنين. تحصل في بعض الأمكنة مشكلات، وتحصل معي مشكلات معينة، يبقى المهم أن هناك مبادرة قريبة، أمل بأن توصل إلى حل». وكان الحريري التقى مساء أول من أمس، رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط يرافقه عضو «اللقاء» وائل أبو فاعور، في حضور نادر الحريري. وغادر جنبلاط من دون الإدلاء بأي تصريح. أما الحريري فدعا في دردشة مع الإعلاميين إلى «خفض أي توتر في البلد». وسأل: «هل أن مرسوم الأقدمية هو الذي يحكم البلد؟»، وقال: «لا أظن أن هناك حكمة في الأمر. ولكن في كل الأحوال، هناك خلاف سياسي، وسأعمل على أساس أن نقيم تسوية ما». وكانت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين، وهي من كتلة بري، زارت عون. وذكر المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري أنها أطلعته على «ترتيبات إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، وأن الرئيس عون أبدى اهتمامه بالاستراتيجية». وزيران يطالبان بالاعتذار وفي المقابل، زار وزير الأشغال يوسف فنيانوس (من «تيار المردة») الرئيس بري حاملاً رسالة من رئيس «التيار» سليمان فرنجية، لم يكشف عن مضمونها. لكن فنيانيوس قال إن فرنجية طلب منه «أن أنضم إلى الرئيس بري ونضم صوتنا لصوته ونحن إلى جانبه لأنه حريص على مصلحة لبنان أكثر من كل اللبنانيين». وقال بعد اللقاء: «بعد كلام الوزير باسيل بحق بري لا مجال للمبادرات وهناك مسألة واحدة يجب أن تحصل. وأتوجه إلى زميل في الحكومة اسمه الوزير جبران باسيل أن يخرج ويعتذر من اللبنانيين، ليس هناك من مشكلة إذا اعتذر، وإذا كان يعتبر كلامه صحيحاً فليصّر عليه، هذا الاعتذار يعبر عن قوة. ومهما بلغ الخلاف السياسي لا يجب أن يصل إلى هذا المستوى من الخطاب المتدني بين بعضنا بعضاً». ورأى فنيانوس أن «أقل ما يقال عن كلام باسيل إنه لا يقال بحق أي شخص لبناني فكيف ببري الذي اعتاد أن يجمع اللبنانيين ولا يمثل الطائفة الشيعية فحسب». ورأى أن «الأمور بدأت فعلاً تخرج عن السيطرة ونسمع الأخبار المتداولة ليلاً ونهاراً، وتمنيت على الرئيس بري أن نحافظ على أكبر قدر من الهدوء». وقال: «إذا كنت ذاهباً إلى الانتخابات وأريد أن أكسب أصوات المسيحيين لا لزوم أن أضخم الخطاب بوجه من يفترض أن يكونوا حلفاء». أما المشنوق فقال بعد زيارته بري إنه مكلف بالزيارة من الحريري. وقال: «جئت أنشد الهدوء الوطني وعدم السماح لكلمات خاطئة صدرت عن أي كان بأن تتسبب بأي توتر في البلد». وشدد على أن الرئيس بري «يتجاوب دائماً مع التعقل والهدوء وأتمنى أن يستمر هذا الجهد من كل القوى السياسية المعنية». ورأى وجوب الرد على كلام باسيل «باعتذار للبنانيين وهذا يحفظ الكلام الذي قاله الوزير باسيل بمعنى الحفاظ على أخلاقياته وأخلاقيات العمل السياسي، والوزير باسيل يجب ألا تنقصه أبداً الشجاعة لقول هذا الكلام، بل على العكس هذا يجعله يكبر في عيون اللبنانيين». وعندما سئل عن الحريري قال المشنوق: «على الطريق». ومساءً اتصل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط بالرئيس بري قائلاً له: «أستنكر الكلام الصادر بحقك».