انتقد رئيس مركز المسؤولية الاجتماعية بغرفة جدة المستشار أحمد بن عبدالعزيز الحمدان، تدني الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية في الشركات السعودية، ووصفها بانها «ضعيفة جداً»، مؤكداً ل «الحياة»، أن «أي منشأة عليها واجب اجتماعي يجب ان تقدمه للمجتمع، وهو واجب وطني قبل كل شيء». غير أن الحمدان استدرك قائلاً: «هناك بعض التقدم في تطبيق المسؤولية الاجتماعية في بعض الشركات الخاصة، وذلك من خلال افتتاح اقسام جديدة للمسؤولية الاجتماعية، ولكنها لا تصل الى المستوى المأمول»، مؤكداً أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية قديم وله ارتباطات وثيقة بقيمنا الدينية والأخلاقية، لكن من الضروري ترجمة هذه الأخلاقيات إلى أطر مؤسساتية وهياكل عملية، والظروف الراهنة تستدعي بحث مسألة المسؤولية الاجتماعية من زاوية تتخطى البعد التقليدي لهذا المفهوم. إلى ذلك أعلنت الغرفة التجارية الصناعية بجدة أمس، عقد المنتدى السعودي للمسؤولية الاجتماعية للشركات، برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، يومي 7 و8 حزيران (يونيو) المقبل، في جدة، بمشاركة أكثر من 500 مشارك، منهم مسؤولون حكوميون وقياديون وكبار الإداريين في المؤسسات والشركات السعودية والعربية والعالمية وبيوت الخبرة ومكاتب الاستشارات المتخصصة. وقال نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة مازن بترجي خلال لقاء إعلامي، أمس، إن «المنتدى سيناقش جملة من المحاور أبرزها تطور مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، وكيفية تحويل برامج المسؤولية الاجتماعية من مجرد مبادرات إلى استراتيجيات، والأثر الاقتصادي المتوقع لتعميم العمل بمبدأ المسؤولية الاجتماعية، ووضع خطة وطنية لبرامج المسؤولية الاجتماعية، وسياسات المسؤولية الاجتماعية في مجالات مكافحة الفقر والاستثمار في الموارد البشرية، والحفاظ على البيئة ودعم أصحاب الحاجات الخاصة، إلى جانب عرض التجارب في تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات. وأضاف أن المنتدى يأتي في إطار استراتيجية غرفة جدة الهادفة إلى تحويل مدينة جدة إلى مركز إقليمي للمنتديات والفعاليات، الأمر الذي تجلى من خلال العديد من المنتديات والملتقيات المختلفة التي نظمتها الغرفة، لافتاً إلى أن في المملكة تجارب مشرّفة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، لكن نسبتها قياساً لعدد الشركات السعودية لا تزال متدنية، «ونحن نعتقد أنه بتعميم ثقافة المسؤولية الاجتماعية يمكننا مواجهة العديد من التحديات التي تقف أمام اقتصادنا ومجتمعنا». بدوره، أوضح نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال فيصل أبو زكي، أن أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات تتضح من خلال ارتباطها باستراتيجيات التنمية للمملكة، وتؤكد على ذلك خطط حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والهادفة إلى تحقيق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي لمواطني المملكة. وأشار إلى أنه يوجد عدد متزايد من الشركات حالياً تقوم بتنفيذ برامج مسؤولية اجتماعية وإطلاق مبادرات هادفة إلى خدمة المجتمع، الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل ويعطي مؤشرات واضحة على المستقبل المشرق للمسؤولية الاجتماعية في السعودية. ولفت إلى أن عدد الشركات السعودية من جهة وقدراتها المالية يضعانها في موقع متقدم عن غيرها من الشركات في المنطقة لبناء نموذج وطني للمسؤولية الاجتماعية يقوم على تبني القضايا الأكثر ارتباطاً بالمجتمع المحلي، ومنها توفير فرص العمل الجديدة، التدريب والتعليم والتطوير المهني، تنمية البيئة المحفزة لأصحاب المبادرات، دعم الأسر الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها.