تمشط 50 دورية من حرس الحدود في المنطقة الشرقية، برية مدعومة من طيران القوات الجوية، منطقة صحراوية تمتد على مساحة 140 ألف كيلو متر مربع، بحثاً عن ثلاثة شبان مفقودين في صحراء الربع الخالي، منذ 10 أيام. وقال الناطق الإعلامي في قيادة حرس الحدود في الشرقية العميد محمد الغامدي: «إن ذوي الشبان الثلاثة فقدوا الاتصال بهم، حين كانوا في طريقهم من مركز البطحاء على الحدود السعودية الإماراتية، نحو مقر سكنهم في هجرة دعبلوتن، التي تبعد نحو 600 كيلو متر جنوب المركز، فقاموا بإبلاغ حرس الحدود، مساء الاثنين 13 من شهر جمادى الثانية الجاري، لتبدأ عمليات البحث عن المفقودين». وذكر الغامدي، ان «دوريات قطاعي حرس الحدود في عردة والبطحاء، تواصل عمليات البحث عن المفقودين، بمساندة من طيران القوات الجوية الملكية السعودية»، مبيناً أنه تم «تعزيز الدوريات البرية، بالمزيد من دوريات البحث والإنقاذ البري، المُزودة بالأجهزة الملاحية، إضافة إلى الإسناد الطبي، بعد أن وضعت الخطط اللازمة للبحث، نظراً لاتساع المنطقة، إضافة إلى وعورة تضاريس الربع الخالي». وأشار إلى تنسيق الأجهزة الأمنية السعودية، مع حرس الحدود في الدول المجاورة، «ليتولوا عملية البحث في حدود مسؤولياتهم الجغرافية. كما شارك عدد من ذوي المفقودين في عمليات البحث، التي تتم بمتابعة أمير المنطقة الشرقية، ونائبه. ويشرف على سير عمليات البحث المدير العام لحرس الحدود في المملكة، وقائدها في الشرقية». وأضاف «لا يزال الوقت مبكراً لإيقاف عملية البحث عن المفقودين، حتى نجد مؤشراً يدلنا على مكان تواجدهم، مثل العثور على شيء من أثرهم، أو المركبة التي كانوا يستقلونها». وقال الغامدي، في تصريح ل «الحياة»: «إن حالات الضياع في صحراء الربع الخالي، محدودة جداً، نظراً لخبرة القاطنين في هجره ومعرفتهم بطرقه»، عازياً الحالات المُسجلة إلى «أعطال في المركبة، أو نفاد الوقود والماء»، مبيناً ان العام الماضي، «شهد تسجيل حادثة شبيهة، حين ضل مواطن خليجي طريقه، بعد ان سلك طريقاً ظنه يختصر المسافة إلى مقصده، وقد نفد منه الماء، فاضطر إلى شرب الماء المستعمل في تبريد محرك السيارة». وأضاف ان «البعض الآخر يقع في متاهات، ويتعرض لأعطال. كما ان مساحة الربع الخالي كبيرة، وقد يجهل السائرون فيه الطرق وطبيعتها، فهناك رمال متحركة يصعب تجاوزها، وقد تغوص المركبة إلى منتصفها، وعلى من يسلك طرق الربع الخالي أن يعرف طبيعة المنطقة، أو أن يستخدم أجهزة الملاحة»، لافتاً إلى صعوبة تواجههم في عمليات البحث لأن «الرمال المتحركة يصعب اقتفاء الأثر فيها. كما ان تضاريس الربع الخالي، ووجود كثبان رملية تشبه الجبال، تحول دون الرؤية إلا من مسافة مئة إلى 150 متراً، فنحتاج إلى عدد كبير من الدوريات، والأفراد»، مبيناً ان عمليات البحث عن المفقودين والتائهين في البحر «أسهل بكثير من البر، لأن البحر منطقة متسعة، وعلى مد البصر، ومسطحة».