قررت فرنساوالولاياتالمتحدة عدم المشاركة في «مؤتمر الحوار الوطني» السوري الذي تنطلق أعماله في سوتشي اليوم، ويستمرّ حتى غد الثلثاء. وكشف مصدر فرنسي بارز مطلع على محادثات فيينا التي قادها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أن باريسوواشنطن ستقاطعان المؤتمر في ظلّ عدم إيفاء روسيا بوعودها في ما خصّ تطبيق وقف النار في غوطة دمشقالشرقية. وأكد المصدر وجود قناعة لدى البلدين بأن روسيا «أوهمت» وفد «هيئة التفاوض» (المعارضة السورية) بوعود خلال زيارته الأخيرة موسكو، وتعهّدت خلال محادثات فيينا بتطبيق وقف نار في الغوطة الشرقية، في حين أن القصف تواصل بقوة على المنطقة. واعتبر أنه من الطبيعي أن ترفض «الهيئة» المشاركة في مؤتمر سوتشي بعد ذلك. ووصف المصدر الفرنسي قرار المعارضة ب «الشجاع»، وأشار إلى استياء روسي منه، محذراً في الوقت ذاته من أخطار تؤدي إلى تصعيد الوضع العسكري على الأرض. واعتبر أنه كان من الأفضل لو رفض دي ميستورا المشاركة في المؤتمر، خصوصاً أنه لم يحصل على أي تنازلات من جانب النظام خلال مفاوضات جنيف والمحادثات الأخيرة في فيينا. وذكّر بأن دي ميستورا كان اشترط مشاركة الأممالمتحدة في «مؤتمر سوتشي» بإحراز «فيينا» تقدّماً في مسألة الدستور، إلا أن رئيس وفد النظام بشار الجعفري رفض الخوض في هذه المسألة واعتبر أن أي حديث عن الدستور مكانه في دمشق فقط. وتابع أن روسيا تدعي عزمها إنشاء «لجنة دستورية» في مؤتمر سوتشي بهدف وضع دستور جديد لسورية، لكنّها لم تتمكن من حمل دمشق على العمل على دستور جديد. وأضاف أن «بإمكان موسكو إنشاء أي لجنة تريد، ولكن يبقى ذلك من دون معنى طالما يرفض النظام البحث في هذه المسألة». وأكد المصدر أن معيار باريس الأساسي للمشاركة في المؤتمر، كان موافقة النظام بضغط روسيّ على البحث في مسألتي الدستور والانتخابات، غير أن النظام لم يدلِ بأي موقف حيال هذه النقاط. ولفت إلى أن الجعفري أصرّ خلال المحادثات الأخيرة مع دي ميستورا على مناقشة العملية العسكرية التركية في شمال غربي سورية، على رغم أنها خارج أجندة المحادثات. أما الإدارة الأميركية فقدّمت من جهتها، أفكاراً على طاولة اجتماع وزراء الخارجية الخمسة (الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن) في باريس، لدعم مهمة دي ميستورا من خلال إنشاء مجموعات عمل من خبراء لتقديم اقتراحات للطرفين خلال الاجتماعات الرسمية، وفق ما أفاد به المصدر الفرنسي، مشدداً على ضرورة تحقيق المحادثات تقدماً، خصوصاً أن دي ميستورا لم يأتِ حتى الآن بورقة عمل إلى طاولة المفاوضات، نتيجة موقف النظام وروسيا. ولفت إلى أن الإدارة الأميركية تتحرك الآن على صعيد الملف السوري، بهدف التوصّل إلى حلّ. فكانت هي المبادرة لعقد اجتماع باريس وطرح الورقة، كما أن نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط دافيد ساترفيلد شارك في اجتماع فيينا. وأكد المصدر أنه من الإيجابي أن تتحرك واشنطن مع باريس على هذا الصعيد، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تبحث عن حل ولو أن دعمها للمعارضة السورية لا يزال يشيبه غموض. وختم قائلاً: «الموقف الأميركي تغيّر فالإدارة الآن تبحث عن مخرج للأزمة في سورية».