أعلنت مجموعة من الشباب السوريين الغاء «وقفة الحداد» على ارواح شهداء سورية التي كان من المقرر اقامتها بعد ظهر أمس في العاصمة دمشق على رغم حصولها على الترخيص من السلطات المختصة، ويأتي ذلك فيما بث التلفزيون السوري اعترافات لعضوين في «خليتين ارهابيتن مسلحتين» ألقي القبض عليهما في مدينتي درعا جنوب البلاد وبانياس غربها. وأكد قيام «الخليتين بأعمال إرهابية وتخريبية ضد المنشآت العامة والحكومية والجيش». وقال أحد أعضاء المجموعات في بلدة انخل التابعة لمحافظة درعا علي زيدان الناصر (38 سنة): «قمنا بإحراق مقر الشرطة والفرقة الحزبية في انخل وشكلنا أربع لجان طبية وعسكرية ومالية وإعلامية»، لافتاً إلى أن عمل اللجنة الإعلامية هو الإعلام والهتافات والشعارات والاتصال بالمحطات الفضائية، والمالية جمع الأموال لشراء السلاح، والعسكرية إدارة الحراس الذين وضعناهم بعد التظاهرات لحراسة البلدة، والطبية إسعاف الجرحى وشراء المواد الطبية». وأضاف الناصر في اعترافاته التي بثتها «الوكالة السورية للانباء» (سانا): «قمنا انا ومجموعة من الأشخاص بالهجوم على نقطة عسكرية واستولينا على أربع بنادق حربية وقطعنا الطرقات عبر وضع حواجز ترابية وأحجار أسمنتية». واعترف الناصر بأخذه مبلغ 30 ألف ليرة من بعض الأشخاص «كي تكون التظاهرات أكبر وأحسن وأضخم وبتوزيع بنادق على حراس البلدة». وقال: «إن بعض الأشخاص صنعوا قنابل من السماد والبودرة والفتيل والمسامير واحضروا لنا 11 قنبلة وأعطينا كل حارس قنبلة». وقال احد أعضاء «المجموعات المسلحة» في بانياس عبد القادر الزير (33 سنة): «إن الأسلحة التي قمنا بتوزيعها على الأشخاص الذين كانوا يحرسون الطريق العام وطريق القلعة كانت تأتي من لبنان بعد وضعها في مستودع أسفل جامع الرحمن وهي عبارة عن هي بنادق ومسدسات». وأضاف: «عندما سمعنا بأن الجيش سيدخل إلى المدينة اجتمعنا وقررنا عمل إمارة بقيادة أنس عيروط على أن يكون وزير الداخلية أنس الشغري ووزير الدفاع أبو علي بياسي». وأضاف: «قرر بعض الأشخاص في منزل الشيخ عيروط تجهيز المتفجرات وكلفوا شخصين بتفجير أنابيب النفط والغاز والفيول والمحروقات». واعترف الزير بإطلاق النار من بندقية حربية على جنديين من الجيش وإصابة احدهما في قدمه أثناء حراسته الطريق العام». إلى ذلك أعلنت مجموعة من الشباب السوريين الغاء «وقفة الحداد» على ارواح الشهداء على رغم حصولها على الترخيص من السلطات المختصة. وكانت صفحة «وقفة حداد على ارواح شهداء سورية» انشأتها «مجموعة من الشباب الجامعي» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» دعت الى «وقفة صامتة بالشموع والأعلام السورية امس في حديقة عامة وسط العاصمة السورية. وكان المنظمون اعلنوا عبر صفحتهم عن حصولهم على الترخيص اللازم وفق قانون حق التظاهر الذي صدر الشهر الماضي ونشرت الصفحة صورة عن الطلب الرسمي الذي قدمه المنظمون كما ارفقت صورة عن الموافقة الرسمية على الطلب. الا انه تم الاعلان لاحقاً على الصفحة عن تغيير في مكان الاعتصام «لاسباب امنية» قبل ان يجري الاعلان عن الغاء الاعتصام اليوم مع الاشارة الى ان بياناً لاحقاً سيصدر عنها لتوضيح اسباب هذا الالغاء. وذكر نص الالغاء «نؤكد بأنه تم إلغاء وقفة الحداد ليوم الاثنين ونرجو منكم التزامكم كما تعودنا عليكم وعدم الذهاب الى موقع الوقفة المقرر سنعلمكم بتفاصيل الإلغاء قريباً جداً، صبركم». ويشير نص الدعوة الى ان «دماء السوريين يسيل، هناك دماء سورية تنزف، أمهات تفقد أبناءها، أطفال يفقدون أهلهم، أنا سوري، عاشق لأرض سورية، مغرم بهوائها ولان سورية محبوبتي، فانا سأحمل الشموع على أرواح شهدائها، وارفع الأعلام لأجلها، وسأقف صامتاً». وأضاف النص «الاعتصام سيكون فقط اجلالاً لأرواح الشهداء وحزناً على دماء السوريين، وسيكون صامتاً يتخلله إشعال الشموع ولا نريد رفع أي شعار إلا العلم السوري» وتابع «نعتذر من الجميع لكن لن يسمح بأي هتاف أو شعار». وعرفت هذه المجموعة عن نفسها على انها «مجموعة من الشباب الجامعي، غير المنتمي الى أي تنظيم أو حزب أو جماعة، نقوم بهذه الوقفة اجلالاً لأرواح الشهداء ولنشارك اهلنا وأهلهم الحزن على فقدانهم».