تباهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دافوس بأنه كسب «15 صديقاً جديداً»، ونجح في تمرير مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي من دون أضرار، على رغم أن تساؤلات كثيرة كانت تحاصره، في أذهان 1500 من أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية في العالم، ليس أقلها في شأن نهجه «الحمائي» ورفعه شعار «أميركا أولاً»، إضافة إلى سياسات وتصريحات مثيرة للجدل. لكن عودة ترامب إلى واشنطن تضعه مجدداً أمام استحقاقات حاسمة، إذ تنتظره أزمات تنتظر حلاً، بينها الموازنة وملف الهجرة غير الشرعية، بعد شلل الحكومة الاتحادية لثلاثة أيام، إضافة إلى ملف «تدخّل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، عشية إلقائه خطاب حال الاتحاد أمام الكونغرس بمجلسيه. وفي هذا الإطار، سيحضر الخطاب بعد غدٍ 23 مهاجراً دخلوا الولاياتالمتحدة في شكل غير شرعي حين كانوا أطفالاً، ويُطلق عليهم «الحالمون»، وذلك بوصفهم ضيوفاً للنواب الديموقراطيين. يأتي ذلك فيما يستعد البيت الأبيض لكشف سياسته الجديدة لتسوية أزمة قوانين الهجرة، والتي تتيح نيل الجنسية الأميركية لحوالى 1.8 مليون مهاجر من «الحالمين». وبعدما أثار ترامب صدمة وغضباً، في أفريقيا والعالم، إذ نُسب إليه وصفه بلداناً في القارة يأتي منها مهاجرون إلى الولاياتالمتحدة، ب «دول حثالة»، وجّه الرئيس الأميركي رسالة إلى قادة القارة، عشية مشاركتهم في قمة الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا. ووَرَدَ في الرسالة أن ترامب «يحترم بشدة» شعب القارة، مؤكداً التزاماً «راسخاً» بإقامة علاقات قوية مع دولها، ولافتاً إلى أن جنوداً أميركيين «يقاتلون جنباً إلى جنب» ضد التطرف فيها. وأعلن أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيُجري «زيارة موسعة» لأفريقيا في آذار (مارس) المقبل، ستكون الأولى منذ تسلّمه منصبه قبل سنة. لكن محاولات ترامب لإطفاء حرائق في الخارج لا تحجب متاعبه الداخلية، لا سيّما بعدما أوردت صحيفتا «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» أنه أمر العام الماضي بإقالة المدعي الخاص روبرت مولر، المكلّف التحقيق في «ملف روسيا»، قبل أن يتراجع بعد تهديد المستشار القانوني للبيت الأبيض دون ماكغان بالاستقالة. وندد الرئيس الأميركي بال «أخبار الكاذبة»، لكن وكالة «رويترز» أفادت بأن ماكغان هدد بالاستقالة بعدما «ضاق ذرعاً» بالرئيس، ورفض تنفيذ تعليماته في شأن مولر. ونبّه خبراء قانونيون إلى أن إثبات محاولة ترامب عزل مولر قد يدعم ملفاً لعرقلة العدالة، على أساس «نية فساد» محتملة في سعيه إلى وقف التحقيق. وأشارت «رويترز» إلى أن الرئيس أراد عزل مولر، بسبب ما اعتبره تضارب مصالح، نتيجة علاقته مع جيمس كومي الذي خلفه مديراً لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، واستقالة مولر من نادٍ للغولف يملكه ترامب بسبب خلاف على رسوم عام 2011. وتابعت «رويترز» أن ماكغان رفض طلباً لترامب بإثارة مسألة «نزاعات» مولر مع رود روزنشتاين، نائب وزير العدل، إذ اعتبر الرئيس أنها خطرة بما يكفي لعزل المحقق الخاص. وعلى رغم أن إشاعات في شأن علاقاته النسائية تلاحق ترامب منذ سنوات، وتصاعدت خلال حملته الانتخابية وبعد انتخابه رئيساً، لكن اسماً جديداً مفاجئاً برز أخيراً، إذ وصفت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي إقحامها في العلاقات الغرامية للرئيس، ب «بغيض» و «مقرف». وأكدت أن معلومات في هذا الصدد أوردها واضع كتاب «نار وغضب» مايكل وولف، «غير صحيحة إطلاقاً». وعلّقت على مزاعم وردت في الكتاب بأنها كانت تمضي كثيراً من الوقت مع ترامب على طائرته الرئاسية وفي مكتبه في البيت الأبيض، قائلة: «كنت في الطائرة الرئاسية مرة واحدة، وكان هناك كثيرون معنا»، مؤكدة أنها لا تكون وحدها معه. إلى ذلك، رجّح مسؤولان أميركيان أن يطلب ترامب تخصيص 716 بليون دولار للإنفاق الدفاعي في موازنة العام 2019، ما يشكّل زيادة نسبتها 7 في المئة عن موازنة 2018. ويشمل المبلغ الموازنة السنوية لوزارة الدفاع والإنفاق على الحروب وصيانة الترسانة النووية الأميركية.